وفروعه. وكمثال على ذلك: ففي مدينة مكناس، كان المنتصبون لخطة التوقيت بالجامع الأعظم وغيره، علماء برزوا في عهود الملوك: المولى إسماعيل، والمولى سليمان، والمولى عبد الرحمان بن هشام، والمولى الحسن الأول. ففي العهد الإسماعيلي، أسندت خطة التوقيت بالمسجد الأعظم بمكناس إلى الشيخ عبد الرحمان بن محمد الفاسي لقبا، المكناسي دارا ومنشأ وقرارا، بظهير إسماعيلي شريف. وفي العهد السليماني، تولى نفس الخطة بالمسجد الأعظم بمكناس السيد عبد القادر نجل الموقت المذكور مع مساعده أخيه الأكبر منه سنا. وفي عهد المولى عبد الرحمان بن هشام، جدد لعبد القادر وأخيه المذكورين، ظهير توليـة خطة التوقيت بنفس المسجد وبنفس المرتب، وهو مؤرخ بثامن شعبان عام واحد وأربعين ومائتين وألف وبالإضافة إلى ما ذكر، فقد كان من الملوك العلويين من له إلمام بالغ ودراية متينة بفن التوقيت، وبالأخص فن تخطيط المزاول (الرخامات)، ذلك هو السلطان محمد الرابع. فقد جاء في كتاب (مظاهر يقظة المغرب الحديث) للأستاذ محمد المنوني نقلا عن كتاب (السعادة الأبدية، في التعريف بمشاهير الحضرة المراكشية) للعلامة بن الموقت بن السلطان محمد الرابع، كان عارفا بطريقة تسطير الرخامات، ومما ينسب له تخطيط المزولتين بسطح جامع ابن يوسف بمراكش. أما في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، فنظرا لانعدام الإقبال على فن التوقيت في العصور المتأخرة، ونظرا لكون الذين لهم إلمام بالفن أصبحوا يعدون على رؤوس الأصابع، فقـد أمر الملك الراحل الحسن الثاني بإحداث كرسي خاص بعلمي التوقيت والفرائض، ضمن المنهج الدراسي للكراسي العلمية الذي يضم التفسير والحديث والتجويد والفقه والبلاغة والأدب.