أحمد الشهبوني: هذه هي دلالات حضور المغرب في المؤتمر التاسع للأمم المتحدة حول الإسكان بماليزيا

أحمد الشهبوني: هذه هي دلالات حضور المغرب في المؤتمر التاسع للأمم المتحدة حول الإسكان  بماليزيا أحمد الشهبوني
صرح أحمد الشهبوني، رئيس مركز التنمية في مراسلة خاصة، من كوالالمبور عاصمة ماليزيا، حيث ينعقد المؤتمر التاسع لهيئة الأمم المتحدة حول الإسكان، بأن هذا المؤتمر له أهمية خاصة لأنه ينعقد بعد المصادقة الأممية على الخطة الحضرية الجديدة في 2016 بكيوطو حول الاتفاق على إدماج أهداف التنمية في أفق 2030 للمدينة المنشودة .
وكما تعلمون يضيف الشهبوني، فإن إشكالية المدن وخصوصا المدن الكبيرة أصبحت تطرح تحديات على البشرية جمعاء، إذ أن أغلبية السكان في العالم تقطن في المدينة والمغرب بدوره يعيش هذه الإشكالية في مدنه، ولكي أعطي صورة مختصرة على ذلك فمنذ 1960 إلى الآن تضاعف سكان المغرب ثلاث مرات بينما تضاعف هذا العدد بالنسبة لسكان مدنه ست مرات وهذا يطرح إشكاليات كبيرة فالمدن رغم أنها تشكل عنصرا من عناصر التمدن وإنتاج الخيرات والتنمية ، لكنها وفي نفس الوقت اذا لم يخطط لها بشكل حكيم وبشكل مندمج فهذه المدن ستعطي مظاهر مشوهة من أحزمة الفقر والجريمة ، والازدحام والتلوث الخ ، لذلك فالبشرية الآن كلها تعيش مثل هذه الإشكاليات
وهذا اللقاء اليوم يتابع الناشط الجمعوي، المنعقد بعاصمة ماليزيا هو فرصة لتبادل الخبرات وتجارب التنزيل على أرض الواقع للأهداف المسطرة ،ولهذا فالمؤتمر يحضر أشغاله أكثر من 20 ألف شخصية من وفود حكومية ومجتمع مدني وباحثين ومن القطاع الخاص الخ بالنظر لحجم الإشكالية التي باتت كبيرة وأصبحت عرقلة بالنسبة لتقدم البشرية.
و أوضح الشهبوني، أن المغرب مشارك في هذا المؤتمر بوفد هام تحت رئاسة فاطنة الكحيل، كاتبة الدولة في سياسة المدينة، وحضرنا كمركز للتنمية وكمجتمع مدني بشكل مستقل لأننا نهتم باشكالية التنمية في مدننا وجهاتنا كذلك، فالتحديات الكبرى المطروحة كما قلت في هذا اللقاء هي محاولة الإجابة على سؤال أساسي، في كيف نجعل من مدننا مدنا آمنة و مدنا حيث يحترم فيها السير والجولان قواعد البيئة، و يكون لجميع المواطني الحق ويتعايشون في سلم وأمان، فهنالك مفهوم جديد للمدينة هو "المدينة الذكية "والتي تتمثل في كونها مدينة دامجة اقتصاديا ومحافظة على البيئة، و ينعدم فيها العنف، وعادلة وسكانها متعاونون، ومدينة تراعي التحولات المناخية، كما أن التنقل فيها خفيف، دون ازدحام و بنسبة انبعاث ضعيفة لثاني أوكسيد الكربون.
وهذه الإشكالات كلها يتابع الشهبوني، التي طرحها المؤتمر هي موضوع تتبادل فيها البشرية التجارب ونحن كمركز نحضر فعاليات المؤتمر لنستفيد من هذه التجارب الدولية لأن هذا التصور للمدينة الذكية هو تصور جديد والعالم كله يحاول أن يواجه التحديات وقق هذا التصور.
ومن جهة أخرى، أشار رئيس مركز التنمية، بأن الوفد المغربي المشارك قام بلقاءات، لكن مع الأسف فمؤاخذتي عليه؛ هو في أنه جميل أن يقدم المغرب النماذج التي حققها و يعرض إنجازاته فهي موجودة بالفعل، ولكن في نفس الوقت يجب أن نطرح الإشكاليات لأنه" إذا كان كلشي مزيان فما كاين لاش نجيو لهنا" لأننا نأتي لمثل هذه الفعاليات من أجل أن نطرح حتى نحن إشكاليات مدننا كمشكل العنف ومشكل التحرش ومشكل أحزمة الفقر الخ.
وهذه المشاكل التي نعاني منها تفرض التساؤل عما هو حجم المدينة المستدامة المنشودة ؟ وكيف نحد من توسعها المفرط و نجعل من مدننا مدنا دامجة، وأيضا ،عندما نخطط لمدننا يجب أن نراعي كل شيء إدماج الشباب وتشغيلهم،و صحة وسلامة المواطنين، إذن يجب أن نطرح هذه الإشكاليات حتى لا يبقى وفدنا يردد فقط "العام زين" خاصة ونحن نلاحظ أن حتى ملك البلاد أصبح يطرح الاشكاليات، فليس هنالك أي عيب في ذلك كما أنه عندما نعرض مثل هذه الإشكاليات فليس معناه أننا نشوه سمعة البلاد بل بالعكس فإننا نحضر في مثل هذه اللقاءات الدولية لنستفيد من تجارب الآخرين ونتقدم، فالعالم كله يعرف مشاكل و بتفاوت.
وباختصار شديد يخلص الشهبوني، إلى أن حضور المغرب كوفد رسمي وكمجتمع مدني مفيد للغاية، ونتمنى من خلال التجارب التي سمعناها من عدة بلدان بأمريكا اللاتينية، وأوروبا وافريقيا أن يستفيد منها المغرب حتى لا يقع في أخطاء الآخرين والذي يؤكد عليه الجميع هو المقاربة التشاركية لأن المدينة لا تهم فقط الحكومة أو المجالس بل تهم كل الفاعلين من قطاع خاص ومن مواطنين ومن مجتمع مدني حتى تكون المدينة ممتلكة من طرف الجميع والكل يحميها الان المدينة؛ اذا لم تكن محمية من طرف سكانها سوف لن تكون مدينة آمنة وعادلة ومدينة دامجة.