لذا فإن المطلوب ليس فقط الخروج في مظاهرة للاحتجاج على هذا التدليس والغبن الممارس تجاه المواطنين والحركات الاجتماعية والحقوقية التي اختارت قنوات التعبير السلمي ، ولكن التحذير من كون هذا التحايل قد يتبب في تقويض ثقافة الحوار والتدبير السلمي للنزاعات ، مما يهدد بارتكاسات خطيرة وعودة واقع و رجال السكتة القلبية ، وهذا ما يستدعي مواصلة النضال ، ليست بخلفية الزمن الانتخابي ، ولكن بخلفية تعبئة الشباب من أجل مضاعفة نسبة المشاركة السياسية ، سواء خلال المحطات الاستحقاقية وسواء وبالأساس على امتداد الحياة العامة وبصفة يومية ، وهذا لن يتأتى إلا اذا تحررنا من نزعة الموسمية وانتهاج سياسة رد الفعل في زمن لا زالت السياسة تتحكم في الثقافة والفكر وتؤول استراتيجية النضال الديموقراطي إلى حركات فئوية محضة وبخلفيات تاكتيكية ، أوراقا للابتزاز العابر والضغط لأجل مقاصد انتخابوية ، وذلك تفاديا لتكرار الماضي الذي يحاول البعض استثمار فزاعته وله في ذلك مآرب أخرى ، وحتى يتم التعبير عن جدية المطلب ، لابد للدولة في شخص ممثلها الدستوري أن تعبر عن حسن نواياها تجاه ما يحصل للوطن ، في زمن تتهدد سيادته كل المؤامرات الخارجية ، ليس بالطمأنة المعنوية وحدها ولكن باجراءات عملية تؤشر لصلادة وتقوية الجبهة الداخلية و في سياق توليفي بين حقوق الأوطان وحقوق الإنسان ، فالحاجة ملحة لتصفية البيئة الحقوقية والأجواء السياسية ، ودونها فلن يكون سوى امتصاص للنقمة بتكريس الشعور باليأس والإحباط وتحفيز إرادة التمرد السلبي والتطرف .