هل الحليمي مندوب سامي للتخطيط أم حفار للقبور؟!

هل الحليمي مندوب سامي للتخطيط أم حفار للقبور؟! أحمد الحليمي

مرة أخرى تطلع علينا المندوبية السامية للتخطيط بأرقام عن مستوى البطالة بالمغرب، مبرزة أنها وصلت إلى 10،2 في المائة عام 2017، بارتفاع قدره نصف نقطة تقريبا. هذا الارتفاع أضاف 49 ألف عاطل جديد بسوق الشغل، ليصل عدد "البطاليين" ببلادنا إلى مليون و216 ألف عاطل.

المثير أن المندوبية السامية منذ أن خلقت وهي تكتفي بالتشخيص، علما أن اسمها يدل على أن وظيفتها هي التخطيط. أي وضع التصورات والمخططات كي يتجاوز المغرب الفقر والبطالة والهدر المدرسي.

وظيفة الحليمي أن يعبئ الخبراء الموضوعين رهن إشارته لصياغة الحلول كي نخرج من عنق الزجاجة.

وظيفة الحليمي أن يرسم خارطة طريق أمام المدبرين كي يتمكن المغرب من خلق الثروة وتوزيعها بشكل عادل بين المواطنين وبين الجهات.

وظيفة الحليمي هي أن ينير الطريق للسياسيين بمخطط استراتيجي يضمن إقلاع المغرب.

هذه هي الوظائف التي ينبغي أن تهتم بها المندوبية السامية للتخطيط، وليس الاكتفاء فقط بإمطار المغاربة بالتشخيص. فالأغلبية الساحقة من الأسر المغربية تكتوي بالغلاء وببطالة عضو بها، والعديد من الأسر تعيش الهشاشة، وآلاف المقاولات تعرف وضعية اقتصادية صعبة. وبالتالي فالجميع يعرف التشخيص ويحتاجون لمن يخرجهم من النفق ويزرع الأمل أن مغربا آخر ممكن.

عدا ذلك، فإن تخمة تقارير مندوبية الحليمي لن تنفعنا ولن تزيدنا رفاهية، وإذا عجزت عن تعبئة الموارد العملية لصياغة مخططات استراتيجية؛ فمن الأحسن حل المندوبية السامية للتخطيط لوقف نزيف إهدار ضرائب المواطنين.