"دعونا نرتب معا النهايات"عنوان كتاب لسيرة ذاتية لمصطفى لمنوزي

"دعونا نرتب معا النهايات"عنوان كتاب لسيرة ذاتية لمصطفى لمنوزي مصطفى لمنوزي

سيرة ذاتية للمكافح/ المناضل، الأستاذ مصطفى المنوزي، أو سيرة تفاعلية لحياة تشاركية كما قال لجريدة " أنفاس بريس"، يعكف على كتابتها منذ وقت طويل، لتوثيق ذاكرته ضد النسيان، الكاتب/ المناضل يوثق لمسار نضالي، يؤرخ لفترة تاريخية من حياته كمناضل سياسي، حياة الإنسان داخل مجتمعه طبعا، والمناضل وسط دروب ومنعرجات السياسة.

الأستاذ المنوزي الذي خبر بأن "قانون التطور هكذا يقضي، لكل بداية نهاية".ليتساءل في فقرة من مقدمة كتاب/ سيرته بكل وضوح:"فكيف ستكون نهايتنا ونحن نعتقد أننا لم نبدأ بعد؟؟ " . حيث يستحضر صدى الأصوات موثقا " فبعضهم قال بأن الديموقراطية لن تقع، والثورة في المغرب موؤودة، والتناوب، رغم أنه توافقي وليس ديموقراطي لم يكتمل، وجميع البطولات لم تقترن بالأمجاد ولا حتى بالاحتفاءأو بصيص وفاء." .

المؤلف أو الكتاب/السيرة التفاعلية لحياة تشاركية، و الذي سيرى النور قريب بعد كرنفال " الكتاب الدولي ". ( خلال شهر أبريل من سنة 2018 ) اختار له الأستاذ مصطفى المنوزي عنوان: " دعونا نرتب معا النهايات ".

ـ متى سنبتدأ؟ أو بالدارجة، إمْتىنبْداوْ ؟

يحيل هذا السؤال إلى عنوان لمسرحية شهيرة تؤدي فيها الفنانة ثريا جبران دورا أساسيا ، ويوحي في نفس الوقت إلى تراكم تجارب عديدة، لأفكار ومشاريع لم تكتمل، وصم أصحابها تارة بالانتظاريين وتارات أخرى بأوصاف متنوعة، كالتجريبيين، والحال أن أغلبها شابتها روح المغامرة، وأطلق عليها نعت البلانكية أو الانقلابية، ولكن جلها فعلا انطلق دون أن تكتمل دورتها، بسبب إجهاض في المهدأو تسريع نحو اللحد .

فالفنانة ثريا جبران تعرضت للقمع في بداية مشوارها المتألق، وهي في وسط الطريق، حلق رأسها واحتجزت واغتصب حماسها، بنفس الطريقة التي حلقت بها رؤوس معلمات شريفات، إثر مشاركتهن في الإضراب البطولي ذات ابريل 1979، فكانت رسالة الجلاد واضحة، فالسياسة شأن ذكوري، كل الشريفات بدأن وغادرن، خديجة المذكوري ، المرأة الوحيدة المعتقلة ضمن عشرات الرجال، خلال محاكمة ما سمي بمؤامرة 1963. ومي الطاهرة قضت وشقيقتها خمسة أعوام بالاعتقال السري، وأفرج عنها دون محاكمة، ولم نعد نسمع عن سعيدة المنبهي ورفيقاتها سوى استشهادها وبضعة أبيات من شعرها، وبنات أمزيان ونظيراتها في خنيفرة والريف، كلهن عشن النهايات قبل البداية، انتهين في الزمن السياسي ولازالت الحكمة من مخاطرتهن تتدرج إلى التمثلات في الزمن الإجتماعي، فكل المبادرات توحي أن كل من يبتدأ قد ينتهي، وكل الخطوات الأولى بمثابة إعلان عن النهاية، هكذا تبدو الأمور لكثيرمنا، لذلك يتمنى عديد منا حسن الخواتم، بنفحة عاقلة وعقلانية، فقانون التطور هكذا يقضي، لكل بداية نهاية، فكيف ستكون نهايتنا ونحن نعتقد أننا لم نبدأ بعد، فبعضهم قال بأن الديموقراطية لن تقع، والثورة في المغرب موؤودة، والتناوب، رغم أنه توافقي وليس ديموقراطي لم يكتمل، وجميع البطولات لم تقترن بالأمجاد ولا حتى بالاحتفاء أو بصيص وفاء .

من هنا سنسير على أمل تقليص الخسارات والكلفة، ضدا على التكرار، تكرارالأخطاء والارتجال والانتهاكات . فهل سنفلح في تجويد تدبير النهايات ...؟

دعونا نبدأ من ملامح النهاية نفسها، ونتساءل معا عن المشترك بيننا، أقصد رفاقي الذين يعتبرون تجربتي الكفاحية جزء من تجربتهم النضالية، على الأقل يبدو مصير اليسار إحدى مقتضيات مشتركنا والتوجسات المرتبطة به، وكثيرا ما يطرح سؤال الانتماء ، أي الانخراط بالمعنى التنظيمي، فالأغلبية الساحقة تحسبني على الحركة الاتحادية، لكن إلى أي مكون من مكونات هذه الدينامية كحقيقة سوسيولوجية انتسب حقيقة ؟

إن نهايتي متماهية مع نهاية كل المشاريع التي ساهمت في بناء لبناتها في بدايتها، البدايات سياقات كما النهايات مسلسل، فدعونا نرتب معا النهايات، ليست بشكل قسري أو جبري، فالحتمية نفسها تفرض علينا ضد أن نواجه القدرية ضدا على أي سقوط الحرية !!!