- علق أحد الأصدقاء على إحدى خواطري بعبارة "سكتنا ما كاينش معامن". أقول لهذا الصديق، و لو كان مازحا، لقد سكتنا كثيرا حتى ظنوا أننا متنا، وماتت روح المقاومة والدفاع عن حقوقنا وكرامتنا فينا. لذلك فإنه لا يجب علينا أن نسكت بعد اليوم. أما عبارة "ما كينش معامن" فهي الاستسلام بعينه لهذا الواقع المطبوع بالاستغلال والظلم والحكرة.. واقع مريض لا أحد غيرنا في استطاعته معالجته، متى حاربنا عزوفنا وسلبييتنا وتشاؤمنا، وخضنا المعركة التي لا بد من خوضها يوما ما، معركة الكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
يقول المفكر والكاتب الدكتور حسن عبد الله حمدان، المعروف بمهدي عامل "لست مهزوما ما دمت تقاوم". فلنقاوم ونقاوم حتى لا نبقى مهزومين، نتلقى الضربات والهزائم، الواحدة تلو الأخرى .
- كثيرا ما أسمع بأن المال مفسدة والسلطة مفسدة، وهي مقولة لا أتفق معها، لأن السلطة والمال لا تفسد أحدا وإنما تظهره على حقيقته فقط.. والدليل على ذلك أن تاريخ بلادنا مليء بالنماذج المشرفة لوطنيين رفضوا الأموال والامتيازات والمناصب، وضحوا بحياتهم في سبيل أهداف نبيلة كبرى. كما أن هناك وزراء ورئيس حكومة (عبد الله إبراهيم) خرجوا من المسؤولية كما دخلوها أو ل مرة، لا ثروة ولا امتيازات ولا تقاعد مدى الحياة، لأنهم يعتبرون المسؤولية تكليفا لخدمة الشعب الذي ضحى من أجل الاستقلال و يضحي من أجل أن يحيا حياة كريمة يستحقها .
- أستغرب كثيرا عندما أسمع رئيس الحكومة أو بعض الوزراء يشتكون وكأنهم يتحدثون باسم المعارضة، في حين أنهم مسؤولون عن تدبير الشأن العام وسيحاسبون يوما ما عن هذا التدبير. لذلك فإن المنطق واحترام النفس والآخر يفرضان، إما النجاح في هذه المهمة وبالتالي الاستمرار في المسؤولية إلى نهاية الولاية، وإما الاستقالة منها انسجاما مع القناعات التي يعبرون عنها. المشكل عندنا أنه لا هذا ولا ذاك يتم. لا هم نجحوا في تدبير شؤوننا التي تزداد تعقيدا واستفحالا و ترديا، ولا هم استقالوا من المسؤولية. ومع ذلك فإنهم لن يجدوا حرجا في الخروج إلى الشارع بعد شهور قليلة، و التحدث إلينا عن الإنجازات وعن الصعوبات وعن وعن ...
حقيقة لا أجد ما أقول سوى "إذا لم تستحي فافعل أو فقل ما شئت".