تأخر صدور البيان ،وجاء بصيغة قوية وكأن الفريق التي تحمل متاعب السفر والانتقادات التي تقاطرت عليه من كل حدب وصوب، لم تنل منه شيئا .هل فعلا ما ورد في البيان من مواقف الأحزاب السياسية كان صادقا وصادر عن إرادة سياسية حقيقية ،أم مجرد كلام بدون التزامات واقعية .ولعل من الملاحظات التي نسجلها على البيان الصادر هو أن الوفد لم يشمل في مشاوراته باقي الأحزاب السياسية وبالخصوص أحزاب وجهت مذكرات واضحة فيما يخص مطلب المشاركة السياسية ،لم أفهم لماذا لم يتم التواصل مع أحزاب مشاركة في الإئتلاف الحالي ،كان من الضروري التواصل معها وتسجيل موقفها من مطالب مغاربة العالم.
هل البيان الصادر اليوم يعكس موقف مشترك تتبناه كل الجهات التي تم التواصل معها ،أم تزامن اللقاءات مع فترة التحضير لاستقبال مغاربة العالم لقضاء عطلة الصيف فرض هذه الترتيبات ، وجعل من الجهات الرسمية توخي الحذر من التصريحات التي قد تثير زوبعة وتعكر صفو العلاقة التي تسعى الحكومة لكي تكون في مستوى تطلعات مغاربة العالم ،أعتقد أن غياب التغطية الإعلامية المقصودة، وعدم صدور ولو إشارات لهذه الزيارة في اجتماع مجلس الحكومة والتصريحات التي يدلي بها وزير الإتصال ،وخلوالبيان من أي إشارة لمتابعة الملف من خلال ندوة وطنية تكون مفتوحة من أجل تعميق النقاش وإشراك باقي الأحزاب السياسية المتواجدة في الحكومة والمعارضة ،ثم عدم الحديث عن المشاريع التي تقدمت بها بعض الأحزاب وتعميق النقاش في الآليات لتطبيقها، يبقى هو العمل الذي كان من المفروض على الفريق المحاور تناوله في النقاشات التي دارت بينه وبين محاوريه.
المحطة المقبلة والتي سوف بدون شك ستكون صعبة مختلفة عن الأولى ،هي توقيت المبادرة المقبلة وتوسيع قاعدة المشاركين الذين أصبح لهم تصور وعالمون على المضي قدما من أجل تحقيق المكتسبات التي يتطلع لتحقيقها كل مغاربة العالم
نحن بحاجة لندوة وطنية لمصالحة حقيقية لأن المغرب لن يسير بدوننا، شعار انطلقنا به ومن خلاله نسعى لكي نساهم في البناء الديمقراطي، في التنمية التي لا يمكن أن تكون بدوننا.
نتطلع لكي تساهم الأحزاب التي تقدمت بمشاريع أن تضغط من أجل فتح نقاش على مستوى مجلس النواب واللجان المختصة في انتظار تعيين تاريخ لانعقاد الندوة المرتقبة من أجل مصالحة حقيقية مع مغاربة العالم.