حطم باشا عاصمة الرحامنة بمدينة بن جرير، في أقل من شهر، الرقم القياسي على مستوى منع المسيرات والوقفات الاحتجاجية الحضارية والمهرجانات الخطابية التي برمجتها سابقا أحزاب اليسار بالرحامنة، وبالخصوص حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وكان آخر قرار المنع كتابيا والذي توصل به الكاتب الإقليمي لحزب المؤتمر الاتحادي خلال الأسبوع الجاري يحمله فيه مسئولية "الإخلال بالسكينة والطمأنينة والنظام العام".. والسبب وفق تصريح أمين لقمان الكاتب الإقليمي لـ "أنفاس بريس"، أن "حزب المؤتمر يسهر على ترجمة مسئوليته السياسية التي أناطها به المشروع وفق مضامين دستور 2011".
ففي اتصال هاتفي بالكاتب الإقليمي أمين لقمان أكد أن "حزب المؤتمر يتعرض لمخطط مدروس من طرف السلطات المحلية قصد ثنيه عن ترجمة المسئولية المنوطة به دستوريا، وإلهائه عن الأمانة التي قلده بها دستور المملكة في تأطير المواطنين وتوعيتهم وتحسيسهم بالحقوق والواجبات". وأضاف لقمان معربا عن قلقه: "في الحقيقة هناك جهات يحرجها تحرك فيدرالية اليسار بالرحامنة، والتعبئة التي يقوم بها الرفاق في حزب المؤتمر الوطني الاتحادي للدفاع عن قضايا المواطن الرحماني الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية". واستحضر الكاتب الإقليمي لحزب المؤتمر المعارك السابقة التي سطرتها جبهة الدفاع المحلي والتي تضم كل الهيئات التقدمية سياسيا ونقابيا وجمعويا وحقوقيا ،مستغربا لمنع "المهرجان الخطابي التواصلي مع الأمين العام لحزب المؤتمر، ومنع المسيرات، ومنع ومحاصرة مسيرة الأواني الفارغة بكل أشكال عناصر القوات المساعدة والأمن الوطني..." بالإضافة إلى قرار المنع الأخير الذي توصل به الكاتب الإقليمي أمين لقمان والذي يحمله فيه الباشا كتابيا مسئولية "الإخلال بالسكينة والطمأنينة والنظام العام...".
ويتساءل المسؤول الحزبي بمنطقة الرحامنة بعد تعدد وتنوع الممنوعات "عن جدوى وجود الأحزاب السياسية التي خول لها المشرع مسئولية تأطير المواطنين والدفاع عنهم، وهل الرحامنة تحولت لمحمية سياسية خاصة وخط أحمر كما يزعم البعض؟؟". وعن نظرته للحل الممكن في ظل سياسة شد الحبل والعراقيل المفتعلة سواء أمام الهيئات التقدمية أو أمام حزب المؤتمر قال "نحن لن نقبل بعملية الترويض، ولن نرحل، ولن نغلق مقراتنا، ولن نرضى بالتصرف في القرار السياسي والاقتصادي بالشكل العشوائي والإقصائي، لأننا ببساطة نعتبر أنفسنا دعائم أساسية لدولة الحق والقانون، ونمارس حقوقنا كاملة ونقوم بواجباتنا دون نقصان".
وأكد في السياق نفسه على "أن المهرجان الخطابي سيتم تنفيذه يوم الأحد 12 يونيو الجاري بعد صلاة التراويح بساحة مسجد الراضي للتواصل مع عموم ساكنة الرحامنة وتعبئتها للنضال من أجل رد الاعتبار لمنطقة عانت من التهميش مدة نصف قرن، ولم يستفد أبنائها من خيرات منطقتهم وقد حان الوقت للإنصات لهمومهم ومعاناتهم دون تملص من المسئولية".