اليوم ، و بعد مرور كل هذه السنين ، و صرف الكثير من الجهد في الندوات و الدراسات ، و الكثير من المال أيضا ، فإننا ما نزال مع الأسف نتحدث عن الإصلاح ، و كأننا في بداية الطريق ، في الوقت الذي كان يجب أن نكون اليوم في مصاف الدول المتقدمة ، أو على الأقل السائرة في طريق النمو بخطى حثيثة .
سبب هذا الوضع الذي نعيشه معروف ، و هو مرتبط بمنظومة متكاملة يمكن تلخيصها في غياب ديمقراطية حقيقية ، مبنية على احترام إرادة و كرامة شعبنا ، و على ربط المسؤولية بالمحاسبة ، و مع الحرص على احترام الدستور و كل القوانين التي نضعها بتوافق أو بأغلبية .
- أليس من العيب و العار ، و نحن في بلد يتوفر على الكثير من الطاقات و الكفاءات الفكرية و العلمية من أعلى مستوى ، و من مختلف التخصصات ، أن نرى بعضهم ، و ممن لاتتوفر فيهم أحيانا شروط الكفاءة و الخبرة و المستوى العلمي المطلوب ، نراهم يستحوذون على المناصب ، و يراكمون المسؤوليات و المهام ، لا لشيء إلا لأنهم قريبين من جهة نافذة أو من حزب معين .
أتمنى أن يصبح لنا يوما ما ، و على غرار الدول الديمقراطية العريقة ، لجانا علمية أو برلمانية يتقدم أمامها المرشحون للمناصب العليا لتزكيتهم أو رفض تعيينهم .
- علمنا التاريخ أن الدول و المجتمعات التي لا تتعلم من الماضي مرشحة للهلاك ، و أنه عندما تتراجع القيم و الأخلاق ينتشر الشر و الفوضى .
و إلى خواطر أخرى أتمنى لكم ليلة هادئة ...