التغير المناخي.. 88 % من ساكنة جهة درعة تافيلالت قدرها أن تقاوم غضب الطبيعة لتعيش

التغير المناخي.. 88 % من ساكنة جهة درعة تافيلالت قدرها أن تقاوم غضب الطبيعة لتعيش

كشفت مؤسسة درعة تافيلالت للخبراء والباحثين، يوم السبت 28 ماي 2016، بمدينة ورززات عن مشروع "واحة الأنوار" كأكبر واحة اصطناعية تعتزم تقديمه في قمة المناخ "كوب 22 " التي ستنعقد خلال شهر نبور 2016 بمدينة مراكش، والعمل على تنزيله على أرض الواقع، ويتعلق بمشروع طريق سريع يربط مدينة الريصاني بمدينة ورززات محاط بواحة تقدر مساحته بنحو 150 ألف هكتار.

غاب الشوباني عمدة جهة درعة تافيلالت عن اليوم العلمي لمؤسسة الخبراء وناب عنه عدي السباعي الذي تنقل "أنفاس بريس" لقرائها حديثه عن تحديات وإكراهات المنطقة والبدائل الممكنة وانتظارات ساكنة الواحات والجبال بالجنوب الشرقي للمملكة.

استطاع نائب عمدة جهة درعة تافيلالت عدي السباعي أن يخفف من همسات وتساؤلات بعض الحاضرين لمتابعة اليوم الدراسي العلمي بقصر المؤتمرات لمدينة ورززات عن غياب العمدة الشوباني بعد أن تقدم باعتذار قائلا "أعتذر لكم بالنيابة عن غياب عمدة جهتنا في هذا اليوم العلمي نظرا لالتزاماته الإدارية والترابية " بعد أن تناول الكلمة ليقدم الخطوط العريضة لاستراتيجية جهة درعة نافيلالت بخصوص مكافحة آثار التغير المناخي وكيف تستعد الجهة للترافع عن مشاريعها البيئية والتنموية خلال قمة المناخ التي سيحتضنها المغرب ويترأس مؤتمرها في شهر نوبر من السنة الجارية بمدينة مراكش.

وقد نوه نائب رئيس الجهة عدي السباعي بمؤسسة خبراء درعة تافيلالت معتبرا إياها نموذجا للمؤسسة ذات التفكير الجماعي المتسلحة بالعلم والمعرفة، وكآلية من آليات الترافع عن رؤية المغرب وسياسته أتجاه مواجهة آثار التغير المناخي خلال مؤتمر كوب 22 بمراكش، وحسب قوله فإن الجهة المذكورة هي جهة الطبيعة الخلابة بتلالها وجبالها، والحاضنة للواحات والرمال والغابات والرأس مال البشري، الذي يدعو مكوناتها اليوم إلى التفكير الواعي والمنتج والمؤسس للتنمية ولبناء المواطن المعتز بانتمائه الجهوي والوطني كرهان مستقبلي، وخلال كلمته أكد على أن شعار الجهة اليوم في ظل ما يعرفه مجالها الترابي والإنساني من إكراهات وتحديات هو شعار التركيز على "العلم في خدمة التنمية والتنافس بين الجهات في إطار الوحدة الوطنية" محددا ثلاثة إكراهات تعرفهم جهة درعة تافيلالت، ويتمثل عامل الإكراه الأول حسب ذات المتدخل الذي تواجهه الجهة في الواحات المهددة رغم أنها علامة وخاصية أساسية للجنوب الشرقي المغربي، فضلا عن عامل التصحر كتحدي ثاني بالمنطقة علاوة على التحدي الثالث المتمثل في عدم انتظام التساقطات المطرية واجتياح الفيضانات لأغلب المناطق التي تهدد بنيتها الفلاحية، هذه العوامل مجتمعة أدت حسب قول عدي السباعي إلى ما يصطلح عليه علميا بالهجرة المناخية كنتيجة سلبية تعيق التنمية المستدامة، مما يفرض على الجهة بأن تعمل على نشر الوعي البيئي وتتبناه كتوجه عملي من خلال إدماج المعامل البيئي كمكون أساسي في بناء وصياغة السياسات العمومية وشدد نائب رئيس عمدة جهة درعة تافيلالت على إلزامية وضرورة حماية الموارد الطبيعية وتثمينها وفق مخطط مناخي جهوي يرصد الآليات الممكنة للوقاية والحد من المخاطر، ولأن منطقة درعة تافيلالت تعاني الهشاشة فقد عرج عدي السباعي على رؤية المؤسسة لبناء اقتصاد أخضر وتثمين مواردها ومقدراتها البشرية والرمزية  للاستثمار في الطاقات المتجددة.

هذا وكشف ذات المتحدث على رقم إحصائي يهم ساكنة جهة درعة تافيلالت حيث أكد على أن 88% منها تستقر بالمجال القروي وقدرها أن تقاوم الطبيعة ومتغيراتها لتعيش وتحيا على أرض الواحات باعتبارها علامة مميزة لجهة درعة تافيلالت وتعتبر رأس مال رمزي وطبيعي وجب الحفاظ عليه وتثمينه ومقاومة كل اشكال انقراضه،  وطالب عدي السباعي بضرورة تغيير ثقافة السعي إلى توزيع الثروة قبل خلقها، مؤكدا على دغم الجهة لكل الخبرات المساهمة في إنتاج الثروة وتصنع التميز في مغرب الحضارة و الكرامة والعدالة الاجتماعية والتسامح الديني، وعرج نفس المتدخل على انتظارات المراقبين والمهتمين بالشأن البيئي المتمثلة في إبراز خلاصات علمية قابلة للتطبيق في أفق التحضير للمشاركة في مؤتمر المناخ " كوب 22 " وإبراز جهة تافيلالت بنورها التاريخي والرمزي والطاقي، داعيا إلى التفكير في وضع مخطط متناغم بين الأقاليم الخمس المكونة للجهة والممتدة من ميدلت إلى زاكورة، راسمة عمق الجبل والواحة واحمرار الورد واصفرار الزيتون.

وختم عدي السباعي نائب رئيس جهة درعة تافيلات مداخلته قائلا "لقد استمعت ذات يوم لسؤال مستفز يسوق صورة بئيسة عن الجهة بعدما نعتها أحدهم بمنطقة الشيح والريح". وأضاف لقد أتى الرد من أحد فعاليات المجتمع المدني الذي دافع عن انتمائه للمنطقة موضحا أن الشيح نبتة عطرية طبية ذات منافع صحية متعددة وتخضع للتحليلات المختبرية من طرف المختصين في العلوم الطبية وأضحت محط اهتمام العلماء، أما الريح فقد أصبحت طاقة بديلة".