رشيد لزرق:  هذا ما تتصوره بعض القيادات الحزبية الشعبوية عندما يتعلق الأمر بربط المسؤولية بالمحاسبة

رشيد لزرق:  هذا ما تتصوره بعض القيادات الحزبية الشعبوية عندما يتعلق الأمر بربط المسؤولية بالمحاسبة رشيد لزرق

  يعتبر رشيد لزرق، خبير القانون الدستوري،  أن من أهم الملامح التي أفرزتها مرحلة الشعبوية،  هي حالة الفصام التي تعانيها هذه القيادات، حيث تتصور أعمال ربط المسؤولية بالمحاسبة، على أنها مؤامرة تستهدفهم، و أنها  ولدت الحراك  الذي يهدف إلى الإطاحة بهم من على رأس الأحزاب رغم أنوفهم . 

وأضاف لزرق في اتصال له مع "أنفاس بريس" بأن  حالة الفصام هذه المتراوحة خلقت بين حالة البقاء في  القيادة وحنينهم إلى مرحلة الشعبوية؛ في ظل مرحلة نعيشها يمكن وصفها بمرحلة الانتظارية، والتي أفرزت صورة غريبة من القطيعة بين ما يمكن تسميته بحركية المشهد السياسي و حركية المجتمع، وضعية خلفت  حالة من اليأس والتذمر.

فالقيادات الحزبية اليوم، حسب رشيد لزرق، تمارس الديمقراطية بمنطق التعايش مع الإكراه، وهي تلجأ إلى الانتهازية في أقصى صورها من أجل إقصاء خصومها، و كل البدائل التي قد تظهر في المشهد السياسي، ما يجعلها على استعداد للتخلي عن مواقعها والمرور إلى المزايدة،  الفارغة  بدون  بوصلة أو خارطة طريق.

وتابع محدثنا تحليله قائلا؛ بأن  الظرف الحالي أفرز واقعا حزبيا يسوده الركود و الجمود، و مشهدا سياسيا يعاني عقما فكريا وعجزا سياسيا وقصورا واضحا؛ تجلى في عدم القدرة على المبادرة، لمجاراة التغييرات المجتمعية، هذا  بينما في المقابل تعاني الأدوات الحزبية من ممارسة السياسية وفق بنية تنظيمية بعقلية اقصائية،  تحاول إعادة إنتاج نفسها  للحفاظ على مصالحها ومواقعها، و هو ما يجعلنا   في نهاية الأمر  لا يمكن أن ننتظر شيئا منها بقدر ما تحولت هي بذاتها إلى عائق أمام تحول الوثبة الديمقراطية، و يؤسس للأحزاب المؤسساتية لبناء مستقبل حزبي  يستوعب  الجميع ويمنح الفرصة للجيل الجديد لإعادة بناء الوطن على نحو  أفضل.