انبنت استراتيجية الحقد التي تحكمت في توجيه البرنامج المخصص لملك المغرب الذي بثته القناة الفرنسية الثالثة، ليلة أمس الخميس 26 ماي 2016، على كل ما من شأنه أن يضع بلادنا في مصاف بلدان ما وراء الشمس حيث لا دستور ولا تنمية ولا حقوق الإنسان، ولذلك فكل الأوراش التنموية الكبرى التي تعرض لها البرنامج المذكور لا تسلم من مقولة "ولكن". والسبب واضح ويمكن الوصول إليه بدون عناء.
إن كل المدعوين للإدلاء بشهادات في الموضوع من المغاربة والأجانب هم متورطون في علاقات متوترة بالمغرب، إما بسبب الابتزاز السياسي أو المالي أو الإعلامي، أو بسبب الانخراط في خط تحريري يعادي مصالح المغرب والمغاربة الاستراتيجية. يكفي فقط أن نذكر من بينهم جيل بيرو وإنياس دال وكاترين غراسيي وكريم التازي ومصطفى أديب ...
موضوع واحد تطرق إليه البرنامج دون أن يدهن بطلاء التدليس والتزوير، وهو المتعلق بدور المغرب في المجال الاستخباراتي الذي يضطلع به في السنوات الأخيرة، وبدوره على نحو خاص في الفترة المنصرمة على خلفيات الاعتداءات الإرهابية التي هزت فرنسا يومي 7 ماي و13 نونبر من السنة الماضية. ولذلك لم يجد فريق البرنامج بدا من الاعتراف بكفاءة الاستخبارات المغربية من حيث المنهجية والتأطير وطاقة الاستباق، وتثمين دوره المباشر في مساعدة الاستخبارات الفرنسية ومدها بالكثير من المعلومات التي قادت الأجهزة هناك إلى الاهتداء إلى بعض مكامن الخطر الإرهابي المحدق ببلد الأنوار، وتحديدا بضاحية سان دوني حيث دوهم أحدأوكار الإرهاب، وتم خلال ذلك قتل عبد الحميد أبا عوض كما اعترف بذلك الفرنسيون أنفسهم، وفي صدارتهم قصر الإليزيه الذي كان قد أصدر بيانا، عقب اللقاء الذي جمع يوم الجمعة 20 نونبر 2015، بين فرانسوا هولاند ومحمد السادس بباريس يؤكد شكر الرئيس الفرنسي للملك على "المساعدة الفعالة" التي قدمها المغرب لبلاده عقب تلك الاعتداءات الإرهابية.
الحقيقة لا يمكن أن يخفيها برنامج "مخدوم"، أو صحفيون جعلوا من الإعلام وسيلة ابتزاز ومساومة، لا طريقا لكشف الحقيقة.