ما سر انقلاب ناصر الزفزافي من حاقد على البوليس إلى ناطق باسمه؟

ما سر انقلاب ناصر الزفزافي من حاقد على البوليس إلى ناطق باسمه؟ ناصر الزفزافي

لعل من العبارات التي صار يحفظها عن ظهر قلب كل متتبع لمحاكمة المتهمين على خلفية ملف أحداث الحسيمة، وفي مقدمتهم ناصر الزفزافي، تلك التي يرددها دفاع الطرف المدني بخصوص مسؤولية الموقوفين عن جرائم إضرام النار عمدا في بناية مخصصة لرجال الشرطة، وإهانة القوات العمومية أثناء قيامها بوظائفها، مع التحريض على العصيان والمشاركة فيه علنا.

إنما ولحد الآن، يبقى الموضوع دون كشف سر، بناء على علم الجميع بما حدث وحزمة تداعياته التي مست وفي العمق الجهاز الأمني المغربي، حتى أن من عناصره من تكبد عاهات مستديمة دون ذكر عدد المصابين الذين تجاوزوا حاليا مرحلة الخطر.

وفي المقابل، تأتي جلسة يوم أمس الثلاثاء 16 يناير 2018، لتعيد الشريط مجددا، وإن على نحو المقارنة، حين استغل ناصر الزفزافي الـ 15 دقيقة المحددة للاستراحة من أجل الثناء بكل ما علمه من مفردات المدح للأمنيين، على أساس أنهم كانوا في المستوى المرغوب، و"دارو خدمتهم" على أتم وجه، حتى أنه اعتمر قبعة المدافع على حقوقهم وأيضا المطالب بتضامنهم في إطار مركزية نقابية. ناهيك عن تعبيره التضامني الكامل مع رجل الأمن الذي أصيب بشلل نصفي في تلك المواجهات.

والأكثر أن من كان بالأمس القريب يدعو الجماهير لـ "الدخول طول وعرض" في كل من يرتدي الزي الرسمي الأمني أو مجرد الشك في انتمائه لرجال عبد اللطيف الحموشي، أصبح البارحة، وبقدرة قادر، يحث على رفع أجورهم إلى المليون ونصف المليون سنتيم. إلى جانب لفت انتباه لشرطيين لم يتوصلوا بأجرتهم منذ 4 أشهر في مدينة الحسيمة.

ومن هنا، يستمد السؤال الذي سارع المراقبون إلى طرحه، صبغة المشروعية حول الأسباب الكامنة وراء ذلك التحول الجذري في موقف ناصر الزفزافي، وانتقاله الانقلابي بنسبة 180 درجة من شخص حاقد على الأمنيين إلى طرف مساند لهم وخير ساعي لمصالحهم. أهي محصلة توبة نتجت عن تفكير متأن؟ أم صحوة ضمير "ما حسبهاش مزيان" في وقت من أوقات الهيجان والحماس المفرط؟ أو رسالة مشفرة لأتباعه المفترضين حتى يفكوا رموزها بـ "لوجيسييل" قناعاتهم. ولما لا تكون، وفق معتقدين، انعكاس فعلي لصقيع الزنازن الذي  يبرق متجرعيه حقيقة أن "سخونية الراس كترجع بالبرودة".