رجل الأعمال كريم التازي من "المتكلمين الجدد" الذين اقترفوا الشهادة في برنامج القناة الفرنسية الثالثة المعروض أمس الخميس، وتلك هي عادته كلما تعلق الأمر بمناسبة إعلامية تهدف النيل من المغرب والمغاربة.
ميزة الرجل، "مول البونج"، أنه حذق في مراكمة الأموال مثلما هو حذق في الرقص على الحبال، فلقد قدم نفسه ذات زمن كأحد داعمي اليسار بحيث كان الراديكاليون يفخرون بأنهم نجحوا في استقطاب أحد أعيان البورجوازية "الرثة"، وفي زمن ثان بدا له أن يغير البوصلة عبر الاصطفاف إلى جانب الأصوليين، وإلى جانب العدالة والتنمية تحديدا حيث نبهته رياح "الربيع العربي" إلى أن مستقبل المال والأعمال سيربح مع الإسلام السياسي، وبعدها في زمن لاحق ساند حركة 20 فبراير بدعوى وقوفه ضد الاستبداد والفساد.
لكن الذين يعرفون التازي يعرفون عنه أنه من أشد أعداء المغاربة البسطاء، بدليل أنه يملك شركات ومقاولات "ناجحة"، لا بفضل جهد ذاتي في التدبير، ولكنها كذلك بفضل افتراسه لحقوق العمال الذين يعانون من عدم وفائه بتمتيعهم برغد العيش كما ينظر له، وبفضل إجهازه على حقهم الدستوري في التنظيم النقابي.
الأخطر في ظهوره الأخير حرصه على تسويد الصورة المغربية، وعلى تصوير بلادنا والمغاربة كبلاد الفساد المطلق في كل القطاعات، ولدى كل الفئات. حتى قطاع التعليم لم يسلم من إفكه، إذ عوض أن يتجه اهتمامه إلى انتقاد السياسة التعليمية على سبيل المثال، نجه يجند كل ملكاته في التحليل ليلصق بالمعلمين والأساتذة (الحيط القصير) تهمة الفساد والإفساد، بدعوى أنهم يبتزون التلاميذ وأوليائهم مقابل المال مكان النقط. ولعمري تلك أشد المقاربات بؤسا، وطعنا للذين كادوا أن يكونوا رسلا.
بقي فقط أن نشير إلى أن الرجل كان قد اكتسب ثروته العظمى في زمن الرصاص أيام المرحوم الحسن الثاني، وبالتالي فسيكون هو آخر من يحق له أن يتكلم عن صفاء الثروات ونزاهة الأفعال والأقوال.
السؤال:
من يبتز من.:؟ ولفائدة ماذا ومن؟