زينب العدوي أمنا السلطة : الهروب من الواقع إلى " ملجئ " الفايسبوك "

زينب العدوي أمنا السلطة : الهروب من الواقع إلى " ملجئ " الفايسبوك "

مع السيدة زينب العدوي والي جهة سوس ماسة  عامل عمالة آكادير إداوتنان – نحن - أمام "سندروم" جديد لواقع ممارسة السلطة في المغرب يليق أن نسميه ب " متلازمة السيدة زينب " وملخصه كالأتي : انعزال كلي عن المحيط. ورفض التواصل معه؛ لكن في نفس الوقت  تكثيف التواجد في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك للتواصل افتراضيا مع هذا المحيط !!

إنه انطواء المتوحد الإداري l’autiste administratif. في تاريخ ممارسة الحكم لهذا "السندروم" تثبيت تاريخي قديم ؛حيث كان أحد ملوك الدانمارك القدامى يتابع واقع شعبه عبر لوحات ترسم له وتعرض في القصر.

حاكم يتفرج على الواقع عبر لوحات فنية. !!

ناقد أدبي فرنسي جدير بالمتابعة اسمه  "بيير بايار" قارب الموضوع  من منظور " المسافر البيتوتي " le voyageur casanier في مؤلف شديد الإمتاع عنونه ب " كيف نتحدث عن أماكن لم نزرها ".

تكلف السيدة زينب العدوي  نفسها مشقة مغادرة عالم الفايسبوك وتعلن الخروج لمجابهة الواقع عكس ملك الدانمارك وعكس مسافر "بيير بايار" البيتوتي.

محرر أخبارها يستبق الأمر ويخط تأريخا للخروج العظيم. وتبعا لهوى الوقت ( بالمناسبة للسيدة زينب العدوي فائض هووي كبير. لمزيد من الإطلاع يرجى الاتصال بالسميولوجي سعيد بنكراد ) فإن السيدة الوالي " فاجأت..." أو السيدة الوالي " تفاجأت ب..." ولكأنما الواقع الذي " يفاجئ " السيدة الوالي لا ينوجد ( انواجدا مركبا . اجتماعي ,سياسي,إداري.بيئي..)إلا لحظة معاينته بصريا من طرف ممثلة الملك.

إنه واقع في مرتبة التلبس جرى ضبطه ولائيا. حيث سيتولى لاحقا المشرفون على الصفحة الافتراضية للسيدة الوالي معاقبته فايسبوكيا.

أما الواقع الآخر والذي كان مخفيا فغافلته الوالي وهو مكتمل الشكل والحضور فإنه بدوره سيقام عليه إشهاد الجنوح وسيحظى بعقاب جزاء إخفاء هويته وشكله.

في الحالتين - نحن  - أمام واقع مصور réel pictogrammé وهي الطريقة التي يدرك بها المتوحد الإداري المعطى العيني موضوع ممارسته للسلطة.

تواجه الوالي  الوضع بصور المعاينة الذاتية الملتقطة لها بكثرة وتنشرها على الفايسبوك. في هذه اللحظة  تبدأ " الاضطرابات التواصلية " للسيدة زينب العدوي بالظهور حيث هوس بناء ذات  رقمية من أجل التسويق طمعا في "لايكات "مواطنين من المفروض أن ممثلة الملك القائمة على شؤونهم قد  "أحاطت" ب " واقعهم " عبر ضبط عيني – ولائي ب " التفاجئ " و " المفاجأة ".

لقد حولت السيدة زينب العدوي المواطن إلى معجب. وتحولت بدورها عبر الروسيكلاج الإفتراضي إلى " نجمة " بدل " مسؤولة .

ذاتا للفرجة..هذا ما أصبحت عليه الوالي زينب العدوي التي حولت ممارسة السلطة إلى نظيرجنيس من خدمة " ماي بيست فيس " myBestFace ( وجهي الأكمل الجميل ) التي يقدمها موقع "أوكي كيوبد" .

بدءا من الآن فإن أمنا السلطة زينب العدوي عليها أن تنتظر مكافأة  من "مارك زوكربرغ"  مالك فايسبوك للترقية في مسارها المهني وليس من وزارة الداخلية ..

المواطن ليس مشروع معجب.. والسياسة، كما إدارة الشأن العام ،لا تتم  بالصور وجمع اللايكات..