الشاعرة فاتحة مرشيد: عذرا أطفالي أنا في مهمة خاصة بالهند.. لن أنسى هداياكم!!

الشاعرة فاتحة مرشيد: عذرا أطفالي أنا في مهمة خاصة بالهند.. لن أنسى هداياكم!! بورتريه الشاعرة فاتيحة مرشيد، بريشة الفنان ناجي بناجي

كيف استطاعت، فاتحة مرشيد، الشاعرة والروائية، بمبضع جرّاح طبيبة أن تقيم عملية "تجميلية" لتصنع منها كائنا "فرانكشتاينيا" بمُسوح جميلة؟ كيف استطاعت أن تُروّض وحوشها السردية وتتحايل على "جنّياتها" الشعرية، لتبنيَ "طبقات" تخييلية متموجة؟ كيف تعبر من نافذة إلى أخرى، وتمشي بسلاسة على جسر مترنّح؟

الشاعرة فاتحة مرشيد في "مهمة خاصة" بالهند. حين تغلق الطبيبة عيادتها وتودع "أطفالها"، فاعلموا أن قوة الشعر "القاهرة" هي التي نادت عليها.

"الشاعرة" التي تسكن في روح فاتحة مرشيد لا تستطيع أن تقاوم حتى إغراء "دعوة" إلى رحلة "شعرية" في العالم "الأقصى". امرأة استثنائية تَتَصارعُ داخلها مجموعة من الشخصيات والأصوات، لكن صوت الشاعرة هو الذي يعلو جميع هذه "الإيماءات". كلمة الشاعرة هي التي تملك "السلطة" و"السطوة"!!

طبيبة وشاعرة وروائية وقاصة وعاشقة للفن التشكيلي ومولعة بالموسيقى الكلاسيكية. كل هذه العوالم تكوّن شخصية فاتحة مرشيد "الرقيقة".. تجعل منها مجموعة "أرخبيلات" و"جزر".

امرأة "ناعمة" و"دافئة" المشاعر والأحاسيس

تهرب من الأضواء، وتكره "الصخب"

تتسلّل من الأماكن المغلقة

تفضّل أن تكون موجة في محيط أزرق

سماءً معلقة في الأفق

نورسا بمجذاف يبحر في الأعالي

ضحكة طفلة في يوم العيد

حين اقترفت "الرواية" بفضول مغامرة لا تهاب المخاطر، كانت مستعدة وجريئة ومصممة على اقتحام "أدغال" السرد بخشونته وعناده وتمرد شخصياته.

الشعر لغة "الحرير".. لحظات من الصفاء والإشراق.. الشاعر مثل الكاتب على زجاجة ندية وشفافة وكاشفة.. الشعر قطعة من الحلوى والآيسكريم وعجينة من المشاعر الطافحة.

الرواية "مغص" و"غثيان" و"قيء" و"اشتباكات" وحقول "ديناميت" قابل للانفجار.

كيف استطاعت، هذه  الشاعرة/ الروائية بمبضع "جرّاح" الطبيبة أن تقيم عملية "تجميلية" لتصنع منها كائنا "فرانكشتانيا" بمُسوح جميلة؟ كيف استطاعت أن تُروّض وحوشها السردية وتتحايل على "جنّياتها" الشعرية، لتبنيَ "طبقات" تخييلية متموجة؟ كيف تعبر من نافذة إلى أخرى، وتمشي بسلاسة على جسر مترنّح؟

الأطفال أحيانا يصنعون المعجزات.. نسغ الطفولة الذي يجري في دماء فاتحة مرشيد دفعها إلى نواصي الحلم واكتشاف العوالم والقارات المجهولة، جعلها باسم سلطة الشعر لأن تكون سفيرة الثقافة المغربية، وطائرا "نادرا" يحلق خارج السرب.

حتّى رحلاتها الشعرية هي رحلات "استكشافية" و"استثنائية" لما وراء المحيطات لأغوار الشعر النائية. ورحلتها الحالية إلى الهند هي رحلة إلى بلاد العجائب والمعابد والآلهة والنسّاك والكهنوت، ووطن أيقونة الكفاح المهاتما غاندي، وقبر "تاج محل"، وعاصمة الأساطير والأديان واستنساخ الأرواح، كأول شاعرة مغربية تنشد بالهند ترانيمها وترتل الشعر بروحها العربية وانتمائها المغربي العريق..

كل من يطرق عيادة فاتحة مرشيد المجاورة لفندق "لنكولن"، سيجد إعلانا صغيرا معلقا على الباب كتب عليه بأحرف بارزة "عذرا يا أطفالي، أنا بالهند في مهمة خاصة... لا تقلقوا سأعود إليكم عاجلا ومعي هداياكم"!!

- فاتحة مرشيد تنثر أشعارها بالهند

نظمت جامعة ممباي الهندية بشراكة مع دائرة الثقافة، لقاء شعريا مع الدكتورة فاتحة مرشيد يوم 22 دجنبر 2017 بالمكتبة العريقة دنشاو بوتي. وقدمت خلاله فاتحة مرشيد قراءة شعرية باللغة العربية صاحبتها خلالها في قراءة الترجمة الفرنسية طالبات شعبة الأدب الفرنسي، بينما قرأت الترجمة الإيطالية المترجمة الإيطالية الأستاذة كلارا نوبيلي. أما الدكتورة فيديا فينكاتيسان رئيسة شعبة الآداب بجامعة ممباي، التي أطرت اللقاء، فقد قرأت بعضا من قصائد فاتحة مرشيد المترجمة إلى الإنجليزية.

انتهى اللقاء بحوار مفتوح مع الشاعرة فاتحة مرشيد من طرف الطلبة والأساتذة حول تجربتها الأدبية وبعض معالم الثقافة المغربية على أساس أنها المرة الأولى التي يستقبلون فيها وجها أدبيا من المغرب.