لبسوا جلد التمساح: نواب البيجيدي يقطرون السموم على سكان جرادة ويسكبون "أسيد" النفاق على المدينة !

لبسوا جلد التمساح: نواب البيجيدي يقطرون السموم على سكان جرادة ويسكبون "أسيد" النفاق على المدينة ! إدريس الأزمي، رئيس فريق "البيجيدي" بمجلس النواب. وإحدى احتجاجات ساكنة جرادة

 

منجم جرادة التي تحول إلى مقبرة للفقراء، سواء هم أحياء أو أموات، الأمران سيان، ضجر من التواطؤ مع النيوليبراليين في افتراس أجساد ينهش الغبار يوميا أجسادهم، وتذيب السموم عظامهم. القتل ليس سوى نتيجة حتمية، لا يعادل هنا الموت البيولوجي الذي هو قدر كل كائن حي، يولد ليعيش ويموت في النهاية بكرامة !! لكن الموت في القرى والمدن المنجمية ليس عادلا. الأحياء بجرادة وجبل عوام وإميضار … وهلم جرا، أموات أحياء !! أبدان بلا أرواح، بلا كرامة، بلا حقوق، بلا واجبات، فهم مجرد آلات وأدوات آدمية للتنقيب عن الثروة، مجرد حاويات وفؤوس وديناميت وكائنات لا ترى الشمس من أجل إشباع بطون مافيا المعادن النفيسة!!

أن تكون عاملا بالمناجم فأنت تشبه "فدائيا".. لا ليس "فدائيا" بالمعنى الصحيح للكلمة، بل "انتحاريا" يقدم حياته  "فداء" و"قربانا" بثمن بخس وأحيانا بلا ثمن!!

لهذا فكل من يتباكون على "شهداء" المناجم، كل من يلبسون ثوب الحداد، كل من يصلون الجنازة، كل من يرتلون "ترانيم" الحزن بقبة البرلمان، فهم يقطرون السموم و"أسيد" النفاق على هذه الأرواح الشقية. ينهشون أرواحهم في الموت بعد أن نهشوا أبدانهم في الحياة!!

النائب البرلماني الذي ينتمي إلى فريق العدالة والتنمية، وهو يقدم مرافعة "بالدموع حزنا على قتلى منجم جرادة"، كان لسانه هو السوط الذي يجلد به ظهورهم، ضميره وعيناه هما اللتان تشهدان على الجرائم التي تقترف ضد هؤلاء التعساء، ويداه هما اللتان تجمدان مشاريع القوانين الخاصة بتأهيل القرى والمدن المنجمية في كواليس البرلمان، وقلبه هو الذي كان لا يخفق تضامنا مع مواطنين يشرب الوطن من دمائهم، وتنهش الحكومة لحومهم!!

العدالة والتنمية هي التي تقود الحكومة، هي التي تقود الأغلبية، هي التي تصادق على القوانين، وهي التي تصدر قوانين المالية، وترفع الأسعار، هي الضابط لأوكسجين هذا الوطن، والمتحكم في إيقاع الحياة، هي التي تخطط وتضع الميزانيات وتفرض الغرامات، وتحيي الموتى، وتقتل الأحياء. فلماذا كل هذه التمثيليات والسكيتشات التي أصبح البرلمان مسرحا لها؟ لماذا كل هذا الرقص فوق جثث الأبرياء من طرف نواب المصباح؟ لماذا نقتل القتيل ونمشي في جنازته بلا حياء أو حشمة؟ لماذا كل هذا التصفيق والصفاقة على برلماني لم يلبس سوى جلد "تمساح" ولم يستعر سوى لسان" ثعبان" وقلب "ثعلب" وناب "ذئب" ومخلب "نمر"؟!!

كفى من التصفيق ودموع الكذب.. فقد انتهى الكلام مع حكومة الظلام!!