وتستمر شهية مناجم جرادة في ابتلاع ضحاياها بإقبار عاملين آخرين..

وتستمر شهية مناجم جرادة في ابتلاع ضحاياها بإقبار عاملين آخرين.. الداخل مفقود والخارج مولود


بعبارة: "الفحم .. الفحم .. كل المآسي التي كتبت سوادا على تراجيديا عمال مناجم الفحم، لن تستطيع توصيف حرقة انهيار المنجم على عمال في قعره السحيق"، استهل الفاعل الجمعوي منعم وحتي تدوينة سجلها صباح اليوم، السبت 23 دجنبر 2017، للفت الإنتباه إلى هذا الشق من الكوارث الإنسانية الذي لا تمل شهيته من حصد مزيد ضحاياه في مغربنا.

وأضاف وحتي كاتبا: "كل يوم، حين يخرجون من فوهته وقد علا السواد وجوههم، هو يوم ميلاد جديد، كل إطلالة جديدة وهم يغادرون فوهة البركان هو هروب مكرر من حتف دائم". ليستدرك متأسفا كون أمهات، بنات وأبناء يعيشون الرعب اليومي، وهم ينتظرون ذويهم ليطلوا أحياء من شُرْفَةِ الموت.

ويتابع منعم وحتي بأنه وفي منجم الفحم بجرادة، فجر أمس، غمرت الأنقاض عاملين، ولم تتقبل الساكنة بقاء الجثتين في قعر المنجم، حتى ساعات الصبح الأولى أملا في انتشال جسدين، لإزالة سواد الفحم عنهما لآخر مرة.. إطلالة من فوهة المنجم لكن بدون روح.

وختم الفاعل الجمعوي تدوينته، بإشارة تلميحية ولا تخلو من أسى وألم، تؤكد على أن مدينة جرادة بدون أجنحة عيش، حيث اللقمة عسيرة بطعم سواد الفحم، فحم يتحول إلى قطع ذهب في جيوب من يُزْهِقُ أرواح العمال نيابة عن الاستغلال.