الشكراوي يكشف مضامين دراسة انضمام المغرب إلى "سيدياو"

الشكراوي يكشف مضامين دراسة انضمام المغرب إلى "سيدياو" خالد الشكراوي

بعد القبول المبدئي، في القمة 51 بمنروفيا، لطلب انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "سيدياو"، تطرح عدة أسئلة بشأن إجراءات العضوية الكاملة للمغرب في هذه المجموعة الإقليمية، الأكثر تكاملا في إفريقيا. أسئلة تمس القضايا المسطرية والسياسية في نفس الوقت، خاصة بعد نقل القمة 52 من عاصمة توغو، لومي، إلى أبوجا بنيجيريا، في 16/12/2017، وحيث تم التوافق بعد المشاورات التحضيرية على تأجيل الحسم في قرار قبول عضوية المغرب لمؤتمر قمة استثنائية في أوائل عام 2018، على الأرجح في أبوجا.

تصاحب الطلب المغربي تساؤلات عديدة حول مراحل تنفيذ قرار القبول المبدئي بمونروفيا المتخذ في يونيو 2017، والمرتبطة أساسا بالقضايا المسطرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية،علما بان حصيلة المجموعة من الضوابط القانونية تمتد من سنة 1975 إلى الآن، وعليه فقد أعدت المجموعة دراسة مهمة حول تداعيات الطلب المغربي، وتم تسليم هذه الدراسة في 7 دجنبر 2017 للأعضاء، وذلك قصد تدارسها  لتحديد المواقف نهائيا من انضمام المغرب إلى المجموعة.

وقد أثار  الطلب المغربي بالانضمام لهذه المجموعة ردود فعل مرحبة وأخرى محذرة من هذه الخطوة، إذ نشرت مقالات تعكس في نفس الوقت قلق بعض الدوائر المالية والاقتصادية، والخوف على مصالحها، خاصة ما تعلق بأربعة قطاعات: الزراعة والصناعة الصيدلية والصناعة الكيميائية وشركات الطيران الوطنية وغيرها للبلدان الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. ويبقى الطلب المغربي خيارا سياسيا استراتيجيا واستشرافيا يرافق عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.

خالد الشكراوي، خبير في الشؤون الإفريقية، يكشف لـ"أنفاس بريس"، في هذا الحوار، مضامين دراسة انضمام المغرب إلى "سيدياو".

*هل تصب  دراسة انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "سيدياو" في صالح المغرب؟

** في الغالب هذا النوع من الدراسات جزء منها يكون موجه للعموم، وجزء كبير منها خاص بالتوجيهات، في حين أن هذه الدراسة لم تتوفر على ورقة توجيهية.

 إذا اعتمدنا هذه  الدراسة من 66 صفحة التي تسربت عبر وسائل الإعلام يمكن أن نقول أنها تتضمن جوانب إيجابية بالنسبة للمغرب، وأخرى سلبية بحكم أن اللوبيات الاقتصادية من منطقة "سيدياو" تدافع عن نفسها وهذا شيء طبيعي.

ما تضمنته هذه الدراسة الإمكانيات جد إيجابية بالنسبة لانضمام المغرب لهذه المجموعة التي ستستفيد على ما يحمله المغرب من تقوية المرتبة الاقتصادية للمجموعة كما أن المغرب عنصر أساسي على مستوى التجربة الأمنية..

على المستوى الاقتصادي هناك تخوف من أن تسيطر بعض القطاعات الاقتصادية المتوسطة والكبرى المهيكلة جدا في المغرب، وأن تقضي على بعض النواة  الصغرى في بلدان مجموعة "سيدياو"، ولكن هذا من منظور المجموعة. لحد الآن لم نتعرف على ما أعده المغرب من دراسات جدوى في هذا الإطار.

*كيف تعامل الاتحاد العام لمقاولات المغرب مع انضمام المغرب إلى "سيدياو"؟

** الاتحاد العام لمقاولات المغرب لم ينشر أي شيء، ولا نعرف حسب علمنا من أن الاتحاد أنجز دراسات جدوى شمولية أو دراسات جدوى قطاعية، لأن هناك قطاعات قد تستفيد أكثر من قطاعات أخرى، مثلا قطاع الأدوية، لأن نيجيريا من أكبر الدول المنتجة للأدوية، وبها مشاكل الأدوية المغشوشة. إضافة إلى كيفية التعامل مع التبادل الحر للمغرب مع بعض الدول، كالاتحاد الأوروبي، أمريكا، تركيا..

ربما الجواب هو التصريح المشترك لناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ورئيس مفوضية منظمة "سيدياو" بأن "انضمام المغرب سيكون تدريجيا". هناك مفاوضات واتفاقيات، وترتيبات لمجموعة من الأمور مرتبطة بالقضايا الجمركية والضريبية..

من جانب آخر، فالمؤسسات السياسية والاقتصادية المغربية عليها أن تقوم بحملة جدية لمرافقة لهذا الطلب المغربي. ليس أن نقوم مكتوفي الأيدي، عندنا الموافقة المبدئية ونقف. مثل هذه الدراسة التي أصدرها سيدياو ، كان على المؤسسات السياسية والاقتصادية المغربية أن تطلب عددا أكبر من هذه الدراسات وأن تنشرها وأن تبين إيجابيتها ليس بالنسبة للمغرب بل لمجموعة "سيدياو"،علينا أن نطرح السؤال ماذا ستستفيد "سيدياو" من انضمام المغرب، إذ أن هذه الاستفادة مشتركة.

والخطاب الملكي واضح، لا أريد الريادة، مقاربتي ليست طاكتيكية، هي مقاربة استشرافية، هي شراكة وتعاون".