احزرير: خروج بنكيران لتظاهرة فاتح ماي نوع من الاستفزاز السياسي

احزرير: خروج بنكيران لتظاهرة فاتح ماي نوع من الاستفزاز السياسي

قال عبد المالك احزرير، أستاذ العلوم السياسية، أن الاحتفال بفاتح ماي لهذا العام، وعلى غرار السنوات الماضية، تميز بنوع من الفرجة النقابية على غرار الفرجة السياسية. مشيرا أن تظاهرات فاتح ماي تأتي بعد سنة فارغة، وهو ما انعكس على الاحتفالات التي بدت باهتة هذا العام. وأضاف احزرير في تصريح لـ "أنفاس بريس" "لم يسبق في العهود السابقة، حتى في الحكومات التي لم تنتخب ديمقراطيا من قبيل حكومة عز الدين العراقي وحكومة الفيلالي، حيث كانت لهذه الحكومات إشارات إيجابية نسبيا تجاه الطبقة العاملة وتجاه النقابات، وكانت النقابات، يضيف محاورنا، تخرج كل عام للإعلان عن هدايا للطبقة العاملة فيما يتعلق بالأجور وفيما يتعلق بباقي مطالب النقابات. والمفارقة هذا العام، يستطرد، أن الحوار الاجتماعي تعطل ويسير في اتجاه غير مرضي بتاتا، لأنه لم يسبق لأي حكومة أن اقترحت الزيادة في الأجور بنسبة 4 في المائة على مدى أربع سنوات، مع العلم أن أقل ما كان يعطى في الحكومات السابقة 10 في المائة على مدى سنتين.

وعن خروج رئيس الحكومة في تظاهرات فاتح ماي للتنديد بالسياسيات اللاشعبية، أشار إحزرير أنه من غير المعقول خروج رئيس الحكومة في تظاهرات فاتح ماي بينما هو لا يستجيب بتاتا للمطالب العمالية، مشيرا إلى أن سياسة الحكومة الحالية هي في حد ذاتها غير شعبية لأنه في ظرفية اقتصادية صعبة تتميز بفقدان الطبقة العاملة للقدرة الشرائية على مدار السنة بسبب الزيادات المتتالية في أسعار المواد الأساسية وارتفاع نسبة التضخم والذي له انعكاس سلبي على الأسعار وعلى الأجور، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الديون تجاه الأبناك والشركات.

وعن انعكاس السياسات الحكومية على الطبقة المتوسطة أشار إحزرير أنه كان على الحكومة إعادة النظر في سياساتها تجاه الطبقة المتوسطة لأنها هي الضامن للتماسك الاجتماعي. مضيفا أن هناك تدفقا ضعيفا وبئيسا لمخرجات الحوار الاجتماعي. لنفاجأ بتصريح بنكيران من داخل تظاهرة فاتح ماي، يضيف إحزرير، بأنه مع مطالب الطبقة العمالية، مشيرا إلى أن هذا نوع من الفرجة السياسية بالنظر لكون الرهان ينصب على الانتخابات التشريعية المقبلة أكثر مما ينصب على مطالب آنية ينبغي معالجتها قبل نهاية الولاية الحكومية الحالية، إذ كان يفترض أن نكون قد كسبنا قبل فاتح ماي 15 أو 20 في المائة من الأجور، وخفض الضريبة على الدخل.. لكن هذا لم يمكن، وبالتالي فتصريح بنكيران وخروجه إلى تظاهرة فاتح ماي نوع من الاستفزاز السياسي، حيث لم يكن هناك حوار بناء مع النقابات، وربما أجل الحوار إلى ما بعد فاتح ماي.

وأضاف إحزرير، في الوقت الذي كانت فيه لرئيس الحكومة الحالية جرأة كبيرة من أجل استهداف صندوق المقاصة وصندوق التقاعد، وتجميد الأجور على مدى سنوات.. خرج في تظاهرة فاتح ماي وهذا غير مقبول نهائيا.

أما عن إعلان نقابة يتيم عن مقاطعة احتفالات فاتح ماي، فذهب إحزرير إلى أن الأمر مجرد تقاسم للأدوار مع رئيس الحكومة لا أقل ولا أكثر.. وأضاف "ربما هذه النقابة تتابع بالحرف وبالفاصلة السياسة الحكومية ولا تناقضها ولا تنتقدها لا من قريب ولا من بعيد.. ولذلك نفاجأ بهذه المفارقة.. رئيس الحكومة يصرح داخل فرجة عمالية أنه مع الطبقة العاملة والذراع النقابي للحزب الحاكم يناقض مع تقول به الحكومة.. إنه مجرد تقاسم للأدوار بشكل أو بآخر، وأعتقد أن الرهان الانتخابي حاضر بالنظر لانتماء عدد هام من المنخرطين في نقابة يتيم لحزب العدالة والتنمية.. أما عن دلالاتها السياسية فهي تحمل حسب إحزرير مفارقات وتناقضات كبيرة جدا.