محمد عطيف: هل ما زال أمامنا متسع من الوقت كي نحلم بغد أفضل

محمد عطيف: هل ما زال أمامنا متسع من الوقت كي نحلم بغد أفضل محمد عطيف

مرت اليوم 42 سنة على اغتيال الشهيد عمر بنجلون، وفي أكتوبر الماضي مرت 52 سنة على اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بن بركة، وبينهما تواريخ عديدة لاستشهاد مناضلات ومناضلين من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية .

مرت السنين، وتمر السنين، ونفس القضايا والأسئلة لا تزال مطروحة، بل وانضافت إليها أسئلة جديدة وكثيرة .

يعتقد البعض أن العودة إلى الماضي، والتذكير بنضالات شعبنا وبتضحياته وشهدائه، هو هروب من الحاضر واستغلال لرموز النضال ببلادنا، ولكن الحقيقة هي أن التذكير يجعلنا نرى وجوهنا عارية في المرآة، مرآة التاريخ الذي يسجل ولا يرحم .

لننظر إلى صورتنا مكبرة وبدون مساحيق:

الصورة الأولى: منذ استقلال بلادنا ونحن نعيش في استغلال متواصل، 10 في المائة أو أقل، تستحوذ على 90 في المائة، أو أكثر، من خيرات بلادنا ومن المناصب والمسؤوليات السياسية، مما جعل هذه الأقلية تستحوذ على المال وعلى السلطة، وبالتالي تتحكم في القرارات السياسية التي تكون لها دائما انعكاسات على الجانب الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وغيره ..

نتيجة لهذه الفوارق الصارخة في كل شيء، نعيش اليوم ما نعيش من أوضاع اجتماعية متردية وآخذة في الاستفحال.. أوضاع انعكست وتنعكس على الغالبية العظمى من شعبنا الذي تعاني فئات واسعة جدا منه من الفقر والمرض والتهميش والإقصاء و... و. ..

الصورة الثانية: في الوقت الذي تفرض الصورة الأولى علينا جميعا، مناضلات ومناضلين بأحزاب ونقابات وجمعيات، أن نوحد صفوفنا وجهودنا ومطالبنا ونضالاتنا، لتغيير الصورة الأولى، وعنوانها الاستغلال البشع، إلى صورة عنوانها العدالة الاجتماعية والكرامة والديمقراطية، نجد أننا، ويوما بعد يوم، نزداد تشتتا وتشرذما وفرقة وخلافا ..

إنهما صورتان لواقع ضحى من أجل تغييره آلاف المناضلات والمناضلين، ونحن اليوم حين ننظر في المرآة خلفنا فلكي نرى الحقيقة عارية علنا ندرك كم من الوقت أضعنا في الكلام وفي الخصام، كان من الممكن جدا أن نستعمله لمواصلة النضال من أجل التغيير المنشود ..

هل ما زال أمامنا متسع من الوقت كي نحلم بغد أفضل ومجتمع جديد أحسن؟ أقول نعم ما زال أمامنا، فقط لنبدأ البداية الصحيحة...