قال جواد هاجير المسؤول عن الجودة بالمجموعة ذات النفع الاقتصادي " تاركانين " والذي إلتقته" أنفاس بريس " بقطب المنتوجات المحلية بالملتقى الدولي للفلاحة بمكناس إن شجرة أركان لم تتجاوز لحد الآن دائرة خطر الانقراض بالمغرب، إذ لا تتعدى المساحة المزارعة بشجرة الأركان 80 ألف هكتار تتمركز بسوس أساسا بحجم إنتاج لا يتعدى 1000 طن / سنويا رغم الجهود المبذولة من طرف الجهات المسؤولة، بسبب فشل بعض تجارب نقل زراعة شجرة الأركان إلى بعض المناطق المغربية ومنها الجهة الشرقية..
وأشار المسؤول ذاته إن هناك إقبال منقطع النظير على زيت أركان بالأسواق الأوروبية أساسا ثم بعد ذلك أمريكا وآسيا حيث يتم تسويق 80 في المائة من إنتاج مجموعة " تاركانين " بالخارج حيث تعتمد عليه كبريات شركات التجميل كمادة أساسية في صناعة مواد التجميل بخلاف الوضع في السوق الداخلية حيث يسجل إقبال ضعيف على زيت اركان وإن كان قد شهد بعض التحسن في السنوات الأخيرة بسبب تزايد الوعي لدى المستهلكين بأهمية زيت أركان وفوائدها الصحية والتجميلية، موضحا أن ارتفاع ثمن زيت الأركان يعد من العوامل التي تجعل الإقبال على استهلاكه ضعيف نسبيا في المغرب إذ يتراوح ثمن اللتر الواحد من زيت أركان في المغرب مابين 250 و 300 درهم.
وعن سبب عدم إدخال الآليات التكنلوجية من أجل الرفع من وتيرة الإنتاج وبالتالي تخفيض كلفة الإنتاج وثمنه في السوق الداخلية قال هاجير إن القطاع يعتمد على الوسائل التقليدية في الإنتاج بنسبة 50 في المائة مشيرا إلى أنه من الصعب توسيع إدخال التقنيات الحديثة في الإنتاج لكون إنتاج زيت الأركان تحتكره أساسا التعاونيات التي يغلب عليها هاجس تشغيل المتعاونين المشكلين لها وخصوصا من فئة النساء الذين يبدو دورهم بارزا في مرحلة " التهراس " مؤكدا أنه من الصعب الإستغناء على النساء القرويات في الإنتاج باعتبارهن عصب الحياة في المناطق القروية بسوس.
وعن ضعف إنتاج مواد التجميل المستخلصة من زيت أركان أشار جواد هاجير أن مجموعة " تاركانين " شرعت في السنوات الأخيرة في إنتاج بعض مواد التجميل ومواد النظافة المستخلصة من زيت أركان من قبيل الصابون والكريمات والشامبوان لكنها تبقى في إطار محدود جدا – حسب نفس المسؤول – بسبب استحواذ منتجات كبريات شركات التجميل العالمية على السوق الداخلية.
يذكر أن المغرب من البلدان المحظوظة في العالم والتي تتوفر على ثروة شجرة الأركان التي تنتجزيتاللتغذية وللتجميل الذائعة الصيت عبر بقاع المعمور.
وتعاني شجرة الأركان، بحسب الخبراء، من التأثير السلبي للتغيرات المناخية، ومن ظاهرة الاستغلال المفرط، ومن هجوم قطعان الماشية للرعي خلال فترات الجفاف، ومن زحف الفلاحين نحو أراضية وهو الأمر الذي أضحى يفرض وضع استراتيجية وطنية لحماية هذه الثروة من الإستنزاف من جهة، وتوسيع المساحة المزروعة من هذه الشجرة العريقة سواء بسوس أو بباقي المناطق بالمملكة وتشجيع الدراسات والأبحاث الكفيلة بتطوير هذه الثروة التي يصل سعر اللتر الواحد منها 300 يورو في الأسواق العالمية.