درس مطار أبوظبي للمسؤولين المغاربة

درس مطار أبوظبي للمسؤولين المغاربة عبد الرحيم أريري

إلى عهد قريب كانت الإمارات العربية المتحدة تلجأ إلى خدمات الخيول او الجرافات لسحب الطائرات من مطاراتها بحكم ضعف المدرجات وعدم جاهزيتها لاستقبال الطائرات الكبرى فضلا عن غياب علامات التشوير المطاري الذي يساعد على ضمان الأمن الملاحي، أما مهبط الطائرات فكان بالرمل المضغوط وليس بالإسفلت. وإلى حدود أواخر السبعينات من القرن الماضي لم تكن تملك الإمارات سوى طائريتن لم تكن ضمن ممتلكاتها، بل كانتا مكترتين من الباكستان.

اليوم وفي ظرف 30 سنة أضحت مطارات الإمارات العربية المتحدة أكثر المطارات استقطابا للملاحة الجوية بالعالم، خاصة في دبي وأبو ظبي. وينذر أن تجد مدينة مهمة بالعالم غير مرتبطة بالإمارات العربية إما كوجهة نهائية أو كمنصة لتغيير الوجهة نحو باقي دول الشرق الأوسط وباقي دول المعمور، أو كمنصة للشحن، مما جعل الإمارات تجني من وراء ذلك العديد من المكاسب المادية والرمزية.

فعلى المستوى المادي تشكل الرسوم المطارية أحد أهم المضخات المالية لفائدة الدولة، أضف لها ما تدره الملايير التي تنفق في متاجر "الدوتي فري" )المتاجر المعفاة من الضرائب( ومراكز الشحن وما يستتبع ذلك من رواج اقتصادي وتجاري. أما على المستوى الرمزي فلا يخفى أن تحول الإمارات إلى منصة جوبة عالمية ساهم في خلف مناخ مبشر ومحفز للاستثمار وتدفق الشركات للاستقرار بها أو فتح فروع بأبوظبي ودبي، وبالتالي فتح شهية شركات أخرى للاستقرار والاستثمار.

مطار أبو ظبي الذي عاينت "الوطن الآن"، و " أنفاس بريس"، ليلة 1 دجنبر 2017، سرعة الإجراءات المتبعة فيه  لمعالجة صبيب المسافرين الهائل، يعد فعلا مفخرة للإمارات، ففي تقريبا 20 دقيقة تقريبا تتم تسوية الإجراءات كلها للمسافر بمجرد ما تهبط الطائرة بالمدرج: تعلق الأمر بختم "الباسبور"  لدى الشرطة أو سحب الأمتعة أو إنجاز أعمال الصرف في المحلات المزروعة على طول المبنى. هذا المطار بني في الثمانينات من القرن العشرين لاستقبال 3 ملايين مسافر، إذا به يتجاوز الآن رقم 24 مليون مسافر.وعما قريب )تحديدا في نهاية 2019( سيتم افتتاح مطار جديد بجوار المطار الحالي لأبوظبي بقدرة استيعاب 30 مليون مسافر مما سيرفع الطاقة الاستيعابية لأبوظبي إلى أزيد من خمسين مليون مسافر.المطار الجديد صمم ليتعامل مع أكثر من 19 ألف حقيبة في الساعة، وسيشتمل المبنى على 65 بوابة، وسيوظف فيه 18500 شخص . ) في مطار البيضاء يضطر المسافر إلى إقامة صلاة الاستسقاء لتخرج الأمتعة من " بطن " الطائرة" !

نحن في " الوطن الآن " و" أنفاس بريس"، لم نصب بالملل في فضح تكلس المسؤولين المغاربة وعدم استيعابهم لمخاطر ترك مطار الدار البيضاء على تلك الحالة البئيسة المنفرة للسياح والمستثمرين، وسنظل ننبه ونفضح إلى أن يرزق المغرب بمسؤولين يدركون أهمية توفير خدمات مطارية جيدة.

نعم، قد ينهض بعض الساقطين ليقولوا إن الإمارات لديها "البيترودولار" لإنجاز المرافق بالمواصفات العالمية. لكن هذا القول مردود لأن السعودية والجزائر و فنيزويلا ونيجيريا و أنغولا تعد دولا أغنى بكثير نفطيا مقارنة مع الإمارات، ومع ذلك لم تحقق أي من هذه الدول ما حققته دولة الإمارات. مما يحيلنا على سؤال الحكامة و"الكبدة على البلاد" التي نفتقدها لدى المسؤولين بالمغرب سواء بالحكومة أو بالبرلمان أو بالمكتب الوطني للمطارات.