ساكنة اليوسفية تتنفس الصعداء بعد تفكيك هذه الشبكة الخطيرة

ساكنة اليوسفية تتنفس الصعداء بعد تفكيك هذه الشبكة الخطيرة براميل الماحيا والدراجة المسروقة

تمكنت عناصر الدرك الملكي بمدينة اليوسفية، مؤخرا، من إسقاط عنصر خطير، كان ينشط في عمليات سرقة الدواب والعربات المجرورة وأكياس القمح والشعير، وكل ما يعتبره قابلا للبيع والشراء، لينتقل إلى سرقة الدراجات النارية، بعد أن قضى عقوبة حبسية سالبة للحرية نتيجة اتجاره في المخدرات، بحسب مصادر "أنفاس بريس".

واستطاع "المتهم"، حسب المصادر نفسها، أن يقوم بعمليات السرقة في كل من إقليم اليوسفية، ومدينة الجديدة وجماعة سيدي اسماعيل، دون أن تطاله يد العدالة. لكن عمليته الرابعة على مستوى الدراجات النارية يوم 15 نونبر 2017 وضعته تحت أعين المراقبة، حيث تمت مداهمة مقر سكناه بجماعة السبيعات وإلقاء القبض عليه، ووضعه تحت الحراسة النظرية لاستكمال البحث والتحقيق معه رفقة معاوينه وشركائه. فمن يكون هذا الشخص، وما هي عملياته التي قام بها؟؟

كان يمتهن سياقة عربة مجرورة، مكنته من سبر أغوار مداخل ومخارج أزقة أحياء مدينة اليوسفية، والاطلاع على أحوال ساكنتها من خلال ما يتقاسمه من حديث مع زبنائه من النساء والرجال، واستطاع أن ينسج علاقات اجتماعية بحكم أنه مواطن بسيط ينحدر من بادية تراب دوار زاوية سيدي بومهدي بجماعة السبيعات التابعة لإقليم اليوسفية.. ومن حسن حظه أنه متزوج وبدون أطفال، ورغم ذلك فضل المغامرة ودخول عالم الجريمة من بابه الواسع. هكذا قرر (غ/ن) أن يفتتح مشواره الجنائي بالتجار في المخدرات، لكن عيون الأمن لم تترك له الفرصة لترويجها، وممارسة تجارته بحرية في المنطقة، مما نتج عنه قضاءه لعقوبة حبسية سالبة للحرية دامت 8 أشهر.

مغامرة الاتجار في الممنوعات لم ترق (غ/ن) خصوصا أنه وقع في بداية المشوار داخل كماشة السجن، لذلك قرر احتراف السرقة بحدر شديد، مع وضع خطط لعملياته قبل التنفيذ، والاستفادة من عائداتها دون أن يقع في المحظور، وكانت البداية من داخل دوار "لحْمارْطة" بنفس الجماعة القروية التي ينتمي إليها، حيث خطط لسرقة عربة مجرورة وأكياس من الشعير، تم نقلها على ذات العربة، ونجح دون أن يفطن له أحد من ضحايا عمليته الأولى في بيع المسروق والاستفادة من عائداته المالية. لكن تم تسجيل شكاية في الموضوع من طرف العائلة المستهدفة.

العملية الثانية للسرقة ستتم بدوار أحمد بن محمد بجماعة الكنتور بإقليم اليوسفية، حيث سيعاود (غ/ن) سرقة عربة مجرورة وفرس، بالإضافة لخروف من نفس الدوار، بمعية أحد معاونيه (ج/أ)، ليتضح في ما بعد أن العربة موضوع السرقة هي نفسها التي كان قد سرقها من دوار "لحمارطة" بجماعة السبيعات بعد أن اشتراها منه زوج خالته، الذي سيتهم لاحقا بشراء المسروق والتستر على جريمة السرقة.

وعلاقة بموضوع عمليات السرقة المتعددة، أكدت تحريات عناصر الدرك الملكي أن المتهم قام باقتحام إحدى ضيعات المنطقة وتسلل إلى مستودع تخزين منتوج الحبوب وقام بسرقة أكياس من القمح، سيتبين في ما بعد أنه باعها بمنطقة سيدي بنور والشماعية.

بعد أن فكر مليا، اتخذ قرار القيام بسرقة الدراجات النارية، من خارج إقليم اليوسفية، وتوسيع جداول عائداته المالية من عمليات السرقة المدرة للدخل، وهكذا حط الرحال بمدينة الجديدة، وسلط كشافات عيونه على دراجة نارية استحوذ عليها بنجاح بطريقته الخاصة، واقتسم غنيمتها مع رفيقه في العملية (ج/أ)، وعرجا على جماعة زاوي سيدي اسماعيل وقاما بسرقة عربة مجرورة أخرى تم بيعها في مدينة الدار البيضاء.

تجربة عمليات سرقة الدراجات النارية نجحت بالنسبة للمتهم (غ/ن) موضوع الحراسة النظرية بمركز الدرك الملكي بمدينة اليوسفية تحت إشراف النيابة العامة، فقرر الاستقرار بدوار زاوية سيدي بومهدي ومزاولة نشاطه في السرقة بمدينة الفوسفاط، حيث قام بثلاث عمليات ناجحة، إلا أنه سقط في شباك عناصر الدرك الملكي بالنسبة للعملية الرابعة يوم 15 نونبر 2017، والتي سيوثقها فيديو كاميرا الحراسة بجانب إحدى المكتبات المحاذية للمقاطعة الثانية عند مدخل خراجة المدينة التي تعبرها ساكنة حي السمارة والتقدم والأمل. هذا الفيديو الذي تم ترويجه وتداوله من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وعجل بسقوط (غ/ن) ورفيقه (ج/أ)، ومن المحتمل أن تتسع عملية اعتقال آخرين مشاركين أو متورطين في شراء المسروق.

وحسب مصادر "أنفاس بريس"، فقد تم استرجاع الدراجة النارية، التي تعرف عليها مالكها الأصلي بعد إدلائه بما يفيد من وثائق. كما اعترف السارق بأن عمليته هي فعلا موضوع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي باليوسفية. هذا وسيتم تقديم الجاني لمحكمة الجنايات بأسفي لتقول العدالة كلمتها فيما اقترفه من سرقات.

ووفق نفس المصادر فقد انتقلت دورية الدرك من مدينة اليوسفية إلى جماعة حد السوالم بإقليم الجديدة، حيث تم إلقاء القبض على المتحيز  بالمسروق، وتم أيضا استرجاع العربة المجرورة والفرس اللتين أرجعتا لمالكيهما طبقا لتعليمات النيابة العامة، كما انتقلت فرقة أخرى من عناصر رجال الدرك إلى دوار السعادنة بجماعة السبيعات بإقليم اليوسفية، بحثا عن مروج المخدرات الذي يقتني الدراجات النارية المسروقة، وحجزت من منزله كمية 300 كلغ من التين المجفف المعد لتقطير مسكر ماء الحياة و40 لتر من ماء الحياة سبق للجاني أن قام بتقطيرها، فضلا عن تمكن نفس العناصر من حجز معدات تتمثل في طنجرة الضغط والفرن المخصصة لإعداد مسكر ماء الحياة. وسيتم تقديم الجناة أمام استئنافية أسفي اليوم الخميس 30 نونبر 2017، حسب ما علمت به "أنفاس بريس" من مصادرها.