الكنبوري: قرار مجلس "البيجيدي" أقبر حلم بنكيران بإمكانية التحول الى " شيخ " يمسك بجميع خيوط الحزب

الكنبوري: قرار مجلس "البيجيدي" أقبر حلم بنكيران بإمكانية التحول الى " شيخ " يمسك بجميع خيوط الحزب ادريس الكنبوري

يرى ادريس الكنبوري أن قرار المجلس الوطني للبيجيدي برفض النقطة المتعلقة بتعديل القانون الأساسي للحزب بما يسمح لعبد الإله بنكيران الترشح لولاية ثالثة شكل ضربة موجعة لهذا الأخير، مشيرا تيار بنكيران داخل الحزب فوجئ بالنتيجة التي لم تكن متوقعة، خصوصا أن أنصار بنكيران قادوا معركة ضارية من أجل ضمان بقائه على رأس الحزب والتي لم تقتصر على الحزب فحسب بل امتدت الى داخل حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي لحزب المصباح، إذ ظل بنكيران - حسب الكنبوري - يشعر بإمكانية تحوله إلى "شيخ" يمسك بجميع الخيوط داخل الحزب.

كيف تقرؤون قرار المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية برفض تزكية ترشح بنكيران لولاية ثالثة على رأس الحزب ؟
أعتقد أن قرار المجلس الوطني برفض النقطة المتعلقة بتعديل القانون الأساسي للحزب بما يسمح لعبد الإله بنكيران الترشح لولاية ثالثة شكل ضربة موجعة لهذا الأخير. ويبدو أن تيار بنكيران داخل الحزب فوجئ بالنتيجة التي لم تكن متوقعة، فحتى نهاية الأسبوع الماضي كان أنصار الرجل ينتظرون أن يكون التصويت في المجلس الوطني انتصارا لخيارهم الذي دافعوا عنه طيلة الشهور الماضية، وقادوا من أجله معركة ضارية لم تقتصر على الحزب فحسب، بل امتدت إلى داخل حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي، لتجد هذه الأخيرة نفسها في ورطة وتصدر قبل أسابيع بلاغا غير مسبوق تتبرأ فيه من أعضائها الذين يغلّبون انتماءهم السياسي إلى الحزب على انتمائهم إلى الحركة، ويخلون بالضوابط المرعية داخل هذه الأخيرة. ولكن البلاغ، الذي أرادت الحركة أن تضع من خلاله مسافة بينها وبين الحزب، كشف بالمقابل التبعية المتبادلة بين التنظيمين، وكان عنوانا على حالة الارتباك حيال العلاقة بينهما. وبخسارة تيار الولاية الثالثة لهذه المعركة، يمنى مشروع بنكيران بانتكاسة كبرى على أبواب المؤتمر القادم، وتصبح نهايته السياسية على رأس الحزب في حكم المؤكد.

في نفس السياق، هناك من يعتبر أن إعفاء بنكيران من تشكيل الحكومة، شكل بداية نهاية بنكيران، مارأيك ؟

صحيح، فمنذ إعفائه من مسؤولية تشكيل الحكومة من طرف القصر الملكي في مارس الماضي، بدأ أمين عام الحزب يجيش أنصاره من أجل التجديد له لكي يظل على رأس الحزب كزعيم لحركة الرفض أو معسكر الضغط في مواجهة الدولة والحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني، وأخذ يسوق لنفسه بوصفه رجل الإنقاذ الذي يمكنه أن يحفظ الحزب من الانحراف، بحسب التعابير التي استخدمها أنصاره، موهمين القواعد الحزبية بأن تشكيل حكومة العثماني كان انحرافا عن خط الحزب. ووصلت المواجهة بين أنصار بنكيران وأنصار العثماني حدا بلغ تبادل الاتهامات بالعمالة ومحاولة استهداف الحزب من الداخل والتآمر عليه. كان واضحا أن بنكيران سعى إلى إدخال البلاد في أزمة سياسية، عبر ممارسة الضغط على الحكومة وتشكيل جبهة معارضة لها داخل الحزب والدفع بفريقه البرلماني إلى تقليد سلوك المعارضة، بل إن التكهنات وقتها وصلت إلى حد الحديث عن إمكانية تقديم رئيس الحكومة لاستقالته للتخلص من التأثير السلبي الذي بات يقوم به بنكيران وأنصاره، بسبب شعوره بأنه لا يتصرف بحرية ولا يجد مساندة سياسية من حزبه.

في ضوء المستجدات الأخيرة، ماهي السيناريوهات الممكنة ؟ هل سيقبل بنكيران بموقع هامشي داخل الحزب في المؤتمر المقبل أم أنه سيفضل الإنسحاب من المشهد السياسي ؟

رغم الدعوات المتكررة لعدد من الشخصيات، سواء داخل الحزب أو ضمن الحركة، من أجل إقناع بنكيران بالتخلي عن فكرة الولاية الثالثة والانسحاب بشرف، إلا أنه ظل متشبثا بموقفه، بعد أن شعر بأنه يمكن أن يتحول إلى "شيخ" في الحزب يمسك بجميع الخيوط بين يديه، ويرهن مستقبل الحكومة برمتها ويزايد على الدولة وعلى الأحزاب الأخرى . من الصعب التكهن بالمستقبل، ولكن يبدو أن بنكيران الذي ظل طيلة عقودا صاحب كاريزما سياسية في الحركة وفي الحزب معا وظل يتصدر المشهد في كل المراحل السياسي للتنظيمين، من الصعب أن يقبل بموقع هامشي، أو بأن لا يكون زعيما وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة، كما كان عليه الأمر طيلة المراحل الماضية. ولذلك أعتقد ربما أن بنكيران قد ينسحب نهائيا من المسرح، بعد أن شعر بأنه لم يعد مرغوبا فيه، وهو نفسه قال بعد اجتماع المجلس الوطني إن القصر الملكي أعفاه والحزب أنهى مسؤوليته، واستمراره داخل الحزب بعد اليوم سيكون ربما نشازا، خصوصا وأنه غير راض على ما حصل.