موسى الملاحي: هذه هي الأسباب التي جعلت الاتحاد الأوروبي يرضخ للمغرب !

موسى الملاحي: هذه هي الأسباب التي جعلت الاتحاد الأوروبي يرضخ للمغرب !

لم يكن تراجع الاتحاد الأوروبي عن الحكم الابتدائي ضد استغلال المغرب لثرواته الطبيعية مفاجأ بعد التصعيد الدبلوماسي المغربي المسنود بتضامن شعبي حازم ردا على تصريحات بان كي مون بوصفه للسيادة المغربية على أراضيه “بالاحتلال” والتي حاول أن يمرر بها فكرة خبيثة وزرعها في أذهان الشعوب لتتحول إلى أزمة بين أبناء المغرب العربي .

المحكمة الأوربية حسب الحكم الجديد، ألغت الحكم الابتدائي “لأن جبهة البوليساريو التي رفعت الدعوى لا تتمتع بالصفة القانونية التي تؤهلها لرفعها، كما حملها الحكم دفع تكاليف الدعوى”.

ووفقا للجريدة الرسمية الأوربية للاتحاد فإن الحكم الأول الذي حصلت عليه جبهة البوليساريو، شابه عدد من الأخطاء القانونية تتمثل في كون المحكمة بنت حكمها على طلب وسيط لم يرد اسمه في الدعوى، كما أن رافعي الدعوى لم يقدموا أي دليل على وجود استغلال لثروات المناطق المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو.

التراجع الأوروبي يعود لعدة أسباب أهمها أن المغرب قد علق علاقاته مع الإتحاد الأوربي بسبب الحكم الابتدائي للمحكمة الأوربية الذي علق بسببه الاتفاق الزراعي بين المغرب و الاتحاد الأوروبي. كما أن الانفتاح على روسيا الذي تمثل بزيارة العاهل المغربي وإبرام عدة اتفاقيات وضع الأوروبيين أمام أحد أمرين لا ثالث لهما وهو الاستمرار بالتصعيد مع المغرب وتجاوز دوره كدولة لها حدود مباشرة ذات علاقات قديمة جدا مع الاتحاد الأوروبي ، لصالح الجبهة الانفصالية التي لن يكون لها أي مستقبل في الوجود إلا من خلال الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب .

المناورة السياسية المغربية باتجاه روسيا فهمت لدى صانعي القرار الأوروبيين بان التضحية بعلاقات طويلة الأمد بين المغرب وأوروبا لصالح الجبهة الانفصالية سيضع الاتحاد الأوربي بين فكي كماشة في ظل علاقات سيئة مع روسيا لأسباب تاريخية عديدة بالإضافة للازمة في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم والتحديات التي تواجه أوروبا في تدفق المهاجرين وتنامي العنصرية ونشوء جماعات قومية رافضة لذلك ،وأزمات التضخم المالي ، كل ذلك مجتمعا أدى إلى رضوخ الاتحاد الأوروبي وإلغاء محكمته الحكم الابتدائي الذي كان لصالح جبهة البوليساريو الانفصالية ، للبدء في تعزيز العلاقات مع المغرب .

 

 

عن عرب نيهيتر