مغودي: هناك إجماع على شيطنة المدرجات المغربية و البرلمان أصبح فضاءا حقيقيا للشغب بين البرلمانيين

مغودي: هناك إجماع على شيطنة المدرجات المغربية و البرلمان أصبح فضاءا حقيقيا للشغب بين البرلمانيين

اعتبر محمد مغودي الفاعل الإعلامي في المجال الرياضي، في مداخلة له خلال الندوة التي نظمها المرصد المغربي للدفاع عن حقوق المتعلم والتضامن الجامعي المغربي يوم السبت الأخير بالجديدة،تحت عنوان " العنف في المؤسسات التعليمية والشغب في الملاعب الرياضية أية علاقة؟" أن هذا الموضوع يقتضي من الجميع التحلي بكثير من الجرأة في مناقشته لوضع الأصبع على الداء، وعدم التعامل بمنطق النفاق مع المغاربة، معتبرا أن أساس فلسفة الدولة المغربية هو العنف، وأن دماء أستاذ الغد خير دليل على طبيعة ما أسماه بالنظام المخزني، في إشارة إلى الأحداث التي تعرفها قضية الأساتذة المتدربين في عدد من المدن المغربية.

وأفاد مغودي أن المغرب في مرحلة معينة سعى إلى المصالحة مع الذات، إلا أن المخزن وللحفاظ على وجوده واستمراريته، دأب على تغيير وتجديد أدوات القمع، التي يعتقد أن من بينها إفراغ المدرسة المغربية من رسالتها التربوية، الأمر الذي جعل المغاربة مقتنعين بأن هذه المدرسة لم تعد تنتج ذلك المواطن الصالح الذي يجب أن تنتجه، وأضاف أن الدولة المغربية وضعت "تحالفا جميلا" بين المدرسة العمومية والإعلام العمومي حفاظا على امتيازاتها، حيث تسعى من خلال أغلب البرامج التي يتم عرضها في الإعلام العمومي إلى هدم القيم وخلق جيل تائه "مضبع"، مشيرا أن ما يؤلم حقا فيما يعرضه الإعلام العمومي، أن هناك إجماعا على شيطنة المدرجات المغربية بعد ما وقع من أحداث يوم السبت الأسود، إذ إن وفاة طفلين في أحداث الشغب أمر مؤلم حقا، إلا أن حادث طريق تيشكا الذي قتل فيه أكثر من خمسين شخصا ، وحادث طانطان كذلك، وحوادث يومية يتسبب فيها سائقو حافلات مخمورون،يموت فيها العشرات من الضحايا، تقتضي أن تحظى بنفس اهتمام الإعلام العمومي.

وأكد مغودي أن المدرجات أصبحت تخيف الفاسدين في الرياضة الوطنية، وتحولت بالعديد من الملاعب المغربية إلى ثورة حقيقية على الفساد الرياضي، وهو السبب الذي جعل الإعلام العمومي وحتى المسيرين الفاسدين يسيرون في اتجاه شيطنة المدرجات الرياضية، متسائلا إن كان إجراما رفع جمهور الوداد ليافطة كبيرة كتب فيها " المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها"، ورفع جمهور طنجة ليافطة عن بان كي مون وقضية الصحراء،ورفع جمهور الجيش الملكي لعلم وطني عملاق، و رفع جمهور الرجاء الذي ترسم له صورة سوداوية الآن لصورة عملاقة لملك البلاد.

وأوضح المتدخل أن "الإيلترات" تضم دكاترة ومهندسين وأساتذة وأطرا من مختلف الأنواع، كما تضم بقية شرائح المجتمع، وأن محاولات شيطنتها تبقى فاشلة، معيدا إلى الذاكرة كيف أن أولى التسللات التي قام بها الجمهور إلى الملاعب الرياضية كانت خلال المباراة التي جمعت المنتخب المغربي ضد الكامرون بفاس والتي جاءت نتيجة غضب من سلسلة الانكسارات والنتائج السلبيةالتي عرفتها كرة القدم المغربية، وهو الحدث الذي سئل عنه الوزير السابق بالشبيبة والرياضة منصف بلخياط في البرلمان فأجاب بأن الشاب الذي تسلل إلى الملعب " برد ليا قلبي"، ما يمكن اعتباره بحسب المتدخل تشجيعا صريحا ورسميا من طرف الدولة المغربية على الشغب، الأمر الذي ينتج عنه في الدول الديموقراطية إقالة الوزير فورا.

مغودي اعتبر في كلمته أن البرلمان المغربي أصبح فضاء حقيقيا للشغب بين البرلمانيين، ومع ذلك لا أحد قال بضرورة إقفاله، كما أن الجمع العام الأخير للجامعة الملكية لكرة القدم الذي انتخب فيه لقجع رئيسا قبل أن ترفضه الفيفا، كان فضاء للشغب بجميع أنواعه، وتم تشكيل المؤسسة التي تسهر على كرة القدم المغربية عن طريق العنف، ومع ذلك لا أحد تحدث عن ضرورة حلها، بل تركت الأمور لتزيد استفحالا، ليتم صرف 85 مليارا في 17 شهرا في بلد يعج بالبطالة ما يعتبره سببا من أسباب العنف.

وتطرق مغودي إلى أن وجود ظاهرة الشغب في ملاعبنا الوطنية يعد أمرا طبيعيا، طالما أن المكاتب المسيرة لعدد من الفرق الوطنية تضم بين أعضائها أشخاصا من ذوي السوابق العدلية، وأن أغلبية رؤساء الفرق الوطنية لا يمتلكون شواهد عليا، بل هم من "أصحاب الشكارة" الذين يقومون بشراء ذمم بعض الجمعيات واختراق بعض "الإيلترات" لخلق حروب فيما بينها.

وعن دور الأمن فيما يحدث من عنف وشغب بالملاعب الرياضية، أثار مغودي قضية تعامل رجال الأمن بشكل استفزازي مع الجماهير، في الوقت الذي عرف فيه الشارع المغربي حراكا اجتماعيا يتطلب اعتماد رجال الأمن لمقاربة تربوية لا مقاربة عنف مع الجماهير، مؤكدا أن الإعلام بدوره يزيد من حدة التعصب لدى الجماهير بتوظيفه لمعجم حربي يرفع من نسبة الشحنات السلبية عندهم، مؤكدا على أن الأحزاب السياسية والمنظمات الشبابية الممولة من المال العام لا تقوم بدورها التأطيري، ومعتبرا أنه لا وجود لحزب سياسي له برنامج رياضي واضح وأن كل الأحزاب تتعامل مع الجماهير باعتبارها أوراقا انتخابية تنتهي مدة صلاحيتها بعد الانتخابات مباشرة.

وعن الحلول المقترحة لمحاربة ظاهرة الشغب بالملاعب الرياضية، قال مغودي إنه لا يمكن التوصل إلى حلول في وجود منطق مخزني مسيطر، بل إن الحل يكمن في إعادة الدور التربوي للمدرسة، ومنح الإعلام استقلاليته ليقوم بدوره في هذا الاتجاه، وأن على الأحزاب السياسية والمنظمات الشبابية القيام بدورها في تأطير المواطنين، واحتكام المؤسسات الرياضية إلى قواعد الديموقراطية في تشكيل مكاتبها بناء على برنامج فكري وبمسيرين ذوي شهادات عدلية نقية ومستوى فكري عال، ما سيحول بحسبه دون انخراط المسيرين في عمليات التحريض على العنف، محذرا في نهاية مداخلته من مواجهة الجماهير بالعنف الذي لن يولد غير العنف المضاد الذي سيولد الانفجار.