ساكنة وزان تتحشش عن بكرة أبيها !

ساكنة وزان تتحشش عن بكرة أبيها !

لم يجد الطيف المؤسساتي والمدني والحقوقي ومعه ساكنة وزان، من تفسير مقنع للتصرف المثير للدهشة الذي أقدمت عليه إدارة مؤسسة أمنية محترمة بدار الضمانة، مساء يوم الجمعة 18 مارس الجاري.

كانت الساعة تشير إلى ما بعد الرابعة مساء بقليل من الدقائق، حين غطى دخان كثيف سماء الأحياء المجاورة لبناية إدارة الدرك الملكي، مصحوبا برائحة كريهة، اضطر معه العشرات من المواطنين والمواطنات الذين يمارسون طقسهم الأسبوعي المتوارث عبر قرون، المتجلي في التحاق نساء المدينة وأطفالهم بالفضاءات العمومية كل يوم جمعة للترفيه عن النفس، ولتزجية الوقت بعيدا عن إكراهات اليومي، ( اضطرهم ) إلى البحث عن مصدر هذا الخطر المحدق بالصحة والبيئة في نفس الآن.

لم يكن مصدر الدخان الذي استمر محلقا في السماء لأزيد من أربعة ساعات غير بناية الدرك الملكي ..... طبعا الأمر لم يتعلق بحريق أو ما شابه ذلك ..... ولم تكن الرائحة المنبعثة من هذا الدخان رائحة الأعشاب العادية المحترقة ....جحافل أنوف المواطنين والتلاميذ التي تسللت إليها هذه الرائحة التي لم يعتادوا استنشاقها، دفعتهم لطرح العشرات من الأسئلة وخصوصا عندما أصابت الدوخة رؤوسهم ....إنه دخان القنب الهندي أو " عشبة الكيف " التي سبق وصادرها رجال الدرك من أشخاص ضبطوا في حالة تلبس، وهم في طريقهم بها إلى تخريب عقول وصحة أبنائنا هنا أو هناك.

لكن عملية التخلص من هذه المادة السامة بالطريقة التي تمت بها، خلفت استياء عميقا في صفوف المواطنين والمواطنات . فقد تم الالتجاء إلى إحراق هذه العشبة المدمرة للصحة وللبيئة والعقول، بقلب بناية الدرك الملكي المتموقعة وسط  أحياء آهلة بالسكان، وعلى أمتار من مؤسسات تعليمية ، وعمالة الإقليم ، ودار الطالبة ، ودار المسنين والمسنات، ودار الأطفال .... 

سؤال عريض طرحه كل من نال جرعته من " دوخة العشبة "، هو لماذا لا تتم عملية إحراق المحجوز من القنب الهندي خارج المدينة كما هو جار به العمل في ربوع المملكة ؟ وبالمناسبة فإن هذا التصرف تكرر كثيرا في السنوات الأخيرة ، ولم يسبق أن سمعنا عن حماة البيئة والاقتصاد الأخضر وما شابه ذلك من التسميات أن ترافعوا أمام الإدارة المعنية حتى لا يتكرر ذلك ، وما كان سيتكرر لو جاءت رنات أجراسهم مضبوطة  على تضاريس القانون.