الصحراء المغربية وازدواجية اليسار السويدي !

الصحراء المغربية وازدواجية  اليسار السويدي !

يجد الباحث أن نمو وتطور اليسار العالمي كان في اتجاه الفناء لتعدد استعمال مصطلح اليسارية بعد أن أصبح يشمل تيارات واسعة من الأفكار والآراء والطروحات لوصف المناهج المتنافرة أحيانا فيما بينها وتنضوي تحت مصطلح اليسار.

وتعتبر التيارات اليسارية في السويد أقوى الأحزاب التي قادت البلاد على مدار عقود من الزمن وأهم تلك الأحزاب هو الاشتراكي الديمقراطي والبيئة وحزب اليسار. وتعد الليبرالية الصفة البارزة لأقوى تيارات الأحزاب السويدية اليسارية والذي يتمثل في الحزب الاشتراكي الديمقراطي ثم البيئة فيما بقي يوصف حزب اليسار الماركسي السويدي بالراديكالية.

الاختلاف وتعدد وتنوع تيارات اليسار كان سببا لتباين واختلاف وجهات النظر والآراء حول مفاهيم الحريات والديمقراطية والثورية داخل قوى اليسار.

فيما لا يتفق اليسار السويدي في عدة قضايا، فإن الصحراء المغربية تعتبر قضية إجماع بين كافة التيارات اليسارية السويدية وتقف ضد وحدة الشعب المغربي وتعدد ثقافاته فيما تدعو إلى مجتمع سويدي متعدد الثقافات !

في حوار مع رفيق يساري سويدي حول قضية الصحراء عبر عن تأييده المطلق لانفصال الصحراء عن المغرب مستخدما ملفات حقوق الإنسان مستندا بنفس الوقت إلى التاريخ الاستعماري الإسباني والفرنسي في المغرب على أن هذه مسلمات ولا يمكن النقاش بها !

الرفيق اليساري رفض الحديث عن تاريخ المغرب قبل الحقبة الاستعمارية كما أنه رفض الخوض في نقاش قضية مدينتي سبتة ومليلية المحتلتان من إسبانيا، وكان لافتا للنظر رفضه دعوات انفصال منطقة القبائل الجزائرية ويشي حديثه بان من يحرك قضية القبائل تيارات يسارية ثورية ! أي مؤسسات ”رفيقة” تحت مثل اليسار !

العور وازدواجية الكيل في نظرة اليسار لقضية الصحراء المغربية تجلى برفضه الحديث عن التعدد الثقافي وعراقة الحضارة المغربية وحجم التطور الذي وصلت إليه الأقاليم الجنوبية من المغرب وتاريخ المنطقة وثقافات الشعوب وعادات القبائل العربية التي استوطنت الأجزاء الجنوبية من المغرب.

عدم الدراية ومعرفة دهاليز المجتمعات في المغرب أحد أهم أسباب  توهان اليسار في سراب الصحراء المغربية، وما من شك أنه سيلفظ أنفاسه الأخيرة فيه لاهثا خلف انتصار ولو كان شكليا في تلك القفار.

لم يتكون المغرب كبعض الدول الأخرى في العالم الحديث والتي أسست لأسباب سياسية وظيفية محددة، بل هو دولة تضرب جذورها في التاريخ لا سيما أنها كانت من إحدي أوائل الدول التي عقدت اتفاقيات مع أوروبا وإحدى أوائل الدول التي اعترفت بالولايات المتحدة كدولة.