قال المتحدث باسم بان كي مون، أمس الجمعة، إن الأمين العام للأمم المتحدة يريد من مجلس الأمن الدولي المقسم أن يوضح موقفه بشأن خلاف الأمم المتحدة مع المغرب بسبب الصحراء المغربية.
وجاء الإعلان مخالفا لحقيقة الخلاف حيث سبق للمغرب أن أعلن أنه لا خلاف له مع المنظمة الأممية وإنما مع سلوك أمينها العام الذي خرج عن مواثيق المنظمة التي يرأسها وأهمها مبدأ الحياد حيث استخدم لفظ "محتلة" في وصفه حكم المغرب للصحراء المغربية في انحياز فاضح لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وناقش مجلس الأمن تصاعد التوتر الذي فجره بان كي مون بخروجه عن مبدأ الحياد خلال اجتماع مغلق الخميس بعد أن أمرت الرباط بخفض كبير لعدد موظفي بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية،
إلا أن المجلس لم يدع المغرب إلى العودة عن قراره، ولم يعرب عن دعمه لبان كي مون في الخلاف الذي أثاره وصف حكم المغرب للصحراء المغربية بأنه "احتلال".
وصرح المتحدث ستيفان دوجاريك للصحافيين "كان من الأفضل لو اننا حصلنا على كلمات أوضح من رئيس مجلس الامن".
وأكد أن بان سيثير هذه المسألة الشائكة خلال اجتماع غداء الاثنين مع سفراء مجلس الأمن، مضيفا أن هذه المسألة ستكون "على رأس أجندة" المحادثات.
وخلال زيارة قام بها مؤخرا إلى شمال إفريقيا، أثار بان كي مون غضب الرباط عندما استخدم كلمة "احتلال" لوصف وضع الصحراء المغربي.
وقال المتحدث إن بان لم يقصد بذلك "تعريفا قانونيا" للوضع، ولكنه سعى إلى التعبير عن "تأثره" بعد زيارته لاجئين في مخيم تندوف في الجزائر.
وتصاعد الخلاف عقب احتجاجات في الرباط في عطلة نهاية الأسبوع قال بان كي مون إن الحكومة رتبتها ضده.
واستعاد المغرب سيادته على معظم مناطق الصحراء المغربية في نوفمبر/تشرين الثاني 1975 بعد انتهاء الاستعمار الاسباني، ما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح مع "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" المعروفة بجبهة البوليساريو استمر حتى 1991.
وتنشر الأمم المتحدة بعثة في المنطقة منذ 1991 لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو.
تطاول مرفوض
واتهم مسؤول في وزارة الخارجية المغربية الجمعة الأمين العام للأمم المتحدة بـ"التطاول" على العاهل المغربي الملك محمد السادس عندما حاول فرض أجندته الخاصة لزيارة الرباط، بحسب ما نقل عنه الإعلام المحلي.
وقال الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة في ندوة صحافية عقدها مع الصحافة المحلية في الرباط، ان بان كي مون "تطاول على جلالة الملك، حين أكد على تاريخ للقيام بزيارة الى المغرب يخالف أجندة جلالة الملك".
وأضاف، بحسب ما نقلت عنه مواقع الكترونية محلية، ان بان قال لوزير الخارجية "أريد هذا الموعد لزيارة المغرب وليس لي موعد آخر، وإن لم يكن الملك موجودا فيمكنني أن ألتقي" مسؤولا آخر، و"هذا فيه تطاول".
ويقول مسؤولون مغربيون ان الرباط اقترحت على بان موعدين لزيارة المغرب في 2015، الا انه رفض بسبب عدم ملاءمة الموعدين مع جدول أعماله.
وفي 2016، اقترح بان زيارة المغرب في إطار جولته في المنطقة التي شملت الجزائر في مارس، لكن العاهل المغربي محمد السادس كان في فرنسا. وطلب المغرب تغيير الموعد، الأمر الذي رفضه بان، مقترحا موعدا في يونيو.
وتحفظ المغرب على هذا الموعد الجديد، معتبرا انه سيأتي بعد ابريل/نيسان موعد تقديم بان تقرير إلى مجلس الأمن عن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية، وسيتضمن حتما نتائج زيارته إلى الجزائر من دون وجهة نظر المغرب.
وقد ألغى بان الزيارة بعد التصعيد في العلاقة بينه وبين المغرب أخيرا.
من جهة أخرى قال بوريطة إن عدم صدور أي بلاغ أو بيان عن مجلس الأمن الذي اجتمع الخميس للبحث في قضية الصحراء المغربية والاكتفاء بالتأكيد على استمرار الاتصالات بين الدول الأعضاء، يدل على "مسؤولية ورزانة".
وصرح الرئيس الدوري لمجلس الأمن إسماعيل غاسبار مارتنز الخميس بأن "هناك سوء تفاهم طفيف بين الامم المتحدة والحكومة المغربية".
وأضاف "يجب أن نتوصل إلى نوع من التقارب وسوف نجري مشاورات حول هذا الموضوع".