الإرهاب يرغم القزابري على تقديم "خطبة الجمعة"، ومغاربة "داعش"، نالوا "حكمهم الذاتي"

الإرهاب يرغم القزابري على تقديم "خطبة الجمعة"، ومغاربة "داعش"، نالوا "حكمهم الذاتي"

طال انتظار المصلين للشيخ عمر القزابري، ليعتلي منبر مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، يوم أمس خلال صلاة الجمعة، لكن الشيخ القزابري، كان مشغولا بخطبة من نوع آخر، وتتعلق بمداخلته ضمن ندوة وطنية حول موضوع "الجريمة الإرهابية وضمانات المحاكمة العادلة"، بمدينة الجديدة، بدأها كما يبدأ خطبه المعتادة على المنبر الذي تحول لمنصة، أمام جمهور من القضاة والأمنيين والمحامين والإعلاميين مستلقين على كراسي وثيرة.. "خطبة"، عوض أن تتلوها صلاة الجمعة تلتها مأدبة غذاء، مادام رخصة السفر قد أسقطت صلاة الجمعة عن الشيخ القزابري..
وخلال قرابة ربع ساعة، صال القزابري وجال في الأسانيد الشرعية التي تثبت حرمة النفس البشرية، بغض النظر عن معتقداتها الدينية، مع دحض كل المراجع الفكرية والدينية التي تشرعن لأعمال إرهابية أو الإشادة بها، "فالإرهاب شق لعصا الطاعة وحرب على الجماعة، وبالإرهاب تعطلت مصالح كبيرة، ومنافع عميمة، لم نجن منها سوى تشويه المنهج القويم، فزارع الشوك لايجني به عنبا، ومن يتخذ من مقالات التطرف، وفتاوى الإرهاب، مرتكزا لممارساته الإجرامية، لن يجني منها سوى الحرب والدمار"، يقول القزابري، ليخلص في الأخير لضرورة التصدي الشرعي لمثل هذه الجرائم الإرهابية التي تبتدئ بأرضية فكرية، وهو ما يستوجب حسب القزابري، "تكاثفا للعلماء في التصدي لهذه المصيبة التي حلت بالأمة، داعيا في نفس الوقت إلى التشبت بالجماعة والسلطان"
من جهته، كشف حكيم بنداوود، نائب رئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، عن عدد من الأرقام في مجال انخراط المغاربة في صفوف تنظيم "داعش"، يقدرون ب 1200 مقاتل، من بينهم 218 معتقلا سابقا في المغرب، كما لقي 254 منهم حتفه على الجبهة الإرهابية في الشام والعراق، وبأن نسبة قليلة من النساء  من المغرب يلتحقن بأزواجهن، أو لوعد بالزواج، مقابل نسبة أكبر من المغربيات المتجنسات، بجنسيات دول أوربا.
وأضاف بنداوود أنه نظرا لوجود عدد كبير من المقاتلين المغاربة، فقد قرروا تأسيس حركة مقاتلة أطلقوا عليها "حركة الشام"، لها قيادة ذاتية، وموارد خاصة، كما تدعم تحركاتها بعدد من الأجنحة العسكرية، وذكر أن من بين أسباب عودة المقاتلين المغاربة من سوريا، هو إما إقامة إمارة إسلامية في المغرب، أو ندما، ومع ذلك يقول بنداوود، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تتوفر على قاعدة معطيات لهؤلاء المقاتلين ومساراتهم..