ربما قد يصدق على تداعيات ما تفوه به الأمين العام الأممي بان كي مون "رُب ضرة نافعة"، وذلك من خلال معرفة من لا يزال يجهل حقيقة هذا الوطن مدى تشبثه بمبادئه حد التضحية بآخر نفس أصغر أبنائه.
وليس هذا فحسب، وإنما من شأن انحرافات كي مون أن تعطي الدليل على ما يسديه المغرب من إضافات مؤثرة في إحلال السلم والسلام في العديد من بقاع العالم، وعظم تضحياته الجسام لغاية رؤية مجتمعات إنسانية بلا حروب ولا مواجهات. ولنا في دول الكوت ديفوار والكونغو وإفريقيا الوسطى وغيرها الحجة على ذلك الدعم المغربي، وكيف قدم 2321 من جنوده للتعبير عن مواقفه المصيرية في حياة شعوب لا طمع له في سندها سوى معاينتها بعيدة عن أي صراع أواقتتال.
وفي هذا الصدد، ولكل من تخونه الذاكرة فإن وجود القوات المغربية ضمن بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام يعود إلى سنة 1960. إذ عمل الجنود المغاربة في شتى الأماكن المتوترة ومنها بالإضافة إلى البقاع السالفة الإشارة الصومال وكمبوديا، كما كان المغرب حاضرا في هايتي من خلال قوات الشرطة.
ومما يجدر التذكير به على ضوء مستجدات الموضوع، أن هناك شاهد من أهلها سبق له التصريح بأن القوات المغربية تضطلع بدور هام في عمليات حفظ السلام. وتلقى ترحيبا كبيرا في الميدان. مشددا على أن الأمم المتحدة سعيدة جدا بوجود مغاربة ضمن تلك القوات ، خاصة وأنها تعمل في الميدان تحت ظروف صعبة للغاية.
وعلى هذا الأساس، لكل متتبع أن يتصور الوضع الجديد للمهام الأممية وهي تخسر دعما بقيمة الدعم المغربي، وكيف سيكون حالها حالة تراجعه لسبب نطق الأمين العام بما لا يليق في حق دولة لم تتأخر يوما عن مشاركة المنظمة في ساحات النزاع التي تعتبر بالنسبة للكثير من الدول خارج إطار حساباتها، وتعدادها الدفع بجنودها إلى بؤر التوتر تلك مجرد "مغامرة" ولا تخرج عن ميول لـ "كم حاجة قضيناها بتركها"