تنشغل الأوساط الأممية بمعرفة حصيلة كل دولة بخصوص تحقيق أهداف الألفية، وهي الأهداف التي التزم المغرب ليس فقط ببلوغها، بل وحرص على أن يسوق نموذجه في التنمية البشرية بمجلس حقوق الإنسان بجنيف، خاصة وأن البنك الدولي صنف التجربة المغربية كثالث تجربة مشرقة بالعالم في مجال التنمية البشرية.في هذا السياق احتضن مقر مجلس حقوق الإنسان يوم 17 مارس 2016 ورشة خاصة بهذا الموضوع حيث قدمت العامل نديرة الكرماعي منسقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عرضا استعرض حصيلة المبادرة منذ اطلاقها عام 2005 إلى اليوم.
الجلسة ترأسها سفير المغرب لدى الأمم المتحدة بجنيف محمد أوجار، وتميزت بحضور ديبلوماسي وازن فاق مشاركة 20 سفير دولة معتمدة.فضلا عن الغابون التي نظمت الورشة بتنسيق معها بحكم أن الغابون استلهمت التجربة المغربية وممثل البنك الدولي.
العامل نديرة الكرماعي بينت في عرضها أن المغرب أطلق خلال الفترة الممتدة من 2010 إلى 2015 أربعة برامج استهدفت فئات مختلفة :
برنامج محاربة الفقر في الوسط القروي : استهدف هذا البرنامج 403 جماعة قروية حيث تتجاوز نسبة الفقر 30 في المائة.
ويهدف هذا البرنامج إلى تحسين الولوج للخدمات الاجتماعية مع تعزيز مقاربة النوع، تنمية التنشيط الإجتماعي، الثقافي والرياضي، تنمية الأنشطة المدرة للدخل، تنمية التنمية المحلية المستدامة، وتعزيز الحكامة المحلية.
برنامج محاربة الإقصاء الإجتماعي في الوسط الحضري : وقد استهدف هذا البرنامج 264 حي سكني بالمدن الكبرى ( أكثر من 100 ألف من السكان) .
ويهدف هذا البرنامج الى تحسين الولوج الى التجهيزات الأساسية ومصالح القرب العمومية بالوسط الحضري ( التعليم، الصحة) ، ضمان الإدماج الإجتماعي للشباب، تعزيز التنشيط الإجتماعي، الثقاقي والرياضي، تنمية التنمية المحلية المستدامة، تنمية الأنشطة المدرة للدخل، وكذا تنمية مشاركة المرأة والشباب، وتعزيز الحكامة المحلية.
برنامج محاربة الهشاشة : استفادت منه 8 فئات اجتماعية في وضعية هشاشة ، خصوصا الشباب بدون مأوى، أطفال الشوارع، الأشخاص المسنون في وضعية صعبة..
ويهدف هذا البرنامج الى تحسين جودة الحياة لدى الأشخاص في وضعية هشاشة ودعم الساكنة في وضعية صعبة، وإعادة إدماجهم في أوساطهم العائلية والإجتماعية، وإدماجهم في المحيط الإقتصادي والإجتماعي من خلال تلقينهم مهن أساسية ومساعدتهم في الإدماج المهني وتوفير المأوى لفائدتهم لفترات مختلفة، وتقديم خدمات الإستماع والدعم المعنوي والتوجيه والمعلومات، كما تضمن هذا البرنامج تعزيز قدرات الجمعيات من اجل تسير مراكز الإستقبال الخاصة بهذه الفئات الإجتماعية.
البرنامج المستعرض : استهدف الجماعات غير المشمولة، من خلال الإرتكاز على مسطرة طلب المشاريع.
أما الفترة الممتدة من 2011 الى 2015 التي أطلقها الملك محمد السادس بمدينة جرادة في 4 يونيو 2011 فقد تميزت، حسب الكرماعي، بديناميتها المتسارعة مقارنة مع المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث رصد لها غلاف مالي هام بلغ 17 مليار درهم، كما تم توسيع قاعدة المستهدفين لتشمل 702 جماعة قروية حيث تبلغ نسبة الفقر أو تفوق 14 في المائة
و 532 حي بالوسط الحضري، إضافة الى إطلاق البرنامج الخامس الذي خصص للتأهيل الترابي بغلاف مالي يقدر ب 5 مليار درهم، وسيستفيد من هذا البرنامج بشكل مباشر 3300 دوار ينتمون الى 22 إقليم معزول أو جبلي، وخصوصا فيما يتعلق بالبنيات التحتية و الخدمات الأساسية.
إضافة الى تشجيع الأنشطة المدرة للدخل ، وكذا برنامج محاربة الهشاشة الذي يستهدف 10 فئات اجتماعية في وضعية هشاشة .
وبلغة الأرقام، فبعد مرور 10 سنوات على إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فقد تم تحقيق 42 ألف مشروع و 10000 نشاط لصالح 10 مليون مستفيد باستثمار يقدر ب 36.7 مليار درهم ، كما تم تحقيق أكثر من 8300 نشاط مدر للدخل يتوخى ضمان تكافؤ الفرص ويتضمن أنشطة الفلاحة، تجارة القرب، صيد وتجارة الأسماك، السياحة..