غزالي: لا نتلقى أية تعليمات من أمراء الوهابية وغايتنا هي رفع الحرج الإجتماعي عن المعتقلين السلفيين

غزالي: لا نتلقى أية تعليمات من أمراء الوهابية وغايتنا هي رفع الحرج الإجتماعي عن المعتقلين السلفيين

يبدي خالد غزالي، نائب رئس الجمعية المغربية للإدماج والإصلاح، وهي الهيئة التي تأسست يوم مساء أمس بمقر الحركة الديمقراطية الإجتماعية بالرباط، تفاؤله بنجاح الجمع العام التأسيسي لهذه المولود السلفي، مشيرا الى أن الغاية من تأسيس هذه الجمعية هي السعي الحثيث لتثمين مساعي سابقيهم من أجل حلحلة ملف السلفيي و"الدفع بعجلة المطالبة برفع الحرج الإجتماعي عن المعتقلين السلفيين" السابقين وإدماجهم في المجتمع، مشيرا الى أن الجمعية الجديدة التي يقودها الشيخ السلفي عبد الكريم الشاذلي ستجري في الأيام القادمة اتصالات مكثفة مع عدد من الهيآت الرسمية.

ماهو تقييمكم للجمع التأسيسي للجمعية المغربية للإدماج والإصلاح؟

تأسيس الجمعية المغربية للإدماج والإصلاح تم بنجاح والحمد لله، تجاوزنا إكراهات التأسيس ونحن نهيء أنفسنا الآن من أجل توزيع المهام وهيكلة اللجان الداخلية على أساس بلورة مشروعنا وتنزيله على أرض الواقع كما سنشرع ابتداءا من هذا الأسبوع في بعث مراسلات على أعلى المستويات وأعلى المقامات في السلطة.

وما الغاية من تأسيس إطار جديد للسلفيين؟

غايتنا هي السعي الحثيث والجاد تثمينا لمساعي سابقينا من أجل حلحلة ملف السلفيين القابعين داخل الأقبية والسجون والدفع بعجلة المطالبة برفع الحرج الإجتماعي عن المعتقلين السابقين وفقا لتخصصاتهم ليشغلوا مناصب هامة، والمسألة الثانية هي المطالبة بجبر الضرر يليق بمقام بحجم التعسفات والظلم الذي تعرضوا له.

لكنكم أعلنتم في السابق عن تنظيم جمعكم التأسيسي بفندق فرح ليفاجئ الرأي العام بتنظيمه بمقر حزب عرشان؟

بكل صراحة واجهنا إكراهات كثيرة على مستوى التأسيس فما وجدنا إلا يد السيد محمود عرشان ليفتح لنا بيت الحزب بالنظر للإكراه الإجتماعي الذي نعانيه وتعبيرا عن تعاطفه مع قضيتنا باعتباره كان ولازال رجل دولة ولم يكن لدينا أي إشكال في تنظيم الجمع العام التأسيسي بمقر الحركة الديمقراطية الإجتماعية فنحن نعتبر المكونات الحزبية تعمل كلها من أجل المصلحة العليا للوطن وقد جاءت يد محمود عرشان ممدودة إلينا وأقرب وقد مددنا له أيدينا سعيا منا لإبداء روح التعاون.

تحدتثم عن وجود إكراهات في التأسيس فماهي هذه الإكراهات؟

لايخفى على أحد أن الفكر السلفي مازال في عقول البعض رهين بتلك الصورة النمطية التي اختلقها الإطار الأمني والإطار الإعلامي وبالتالي هناك حساسيات وهناك تخوفات من كون المعتقلين السلفيين السابقين مازالوا يترنحون في بؤرة التوثر الفكري وصراحة فهذا الموقف ليس له أثر من الصحة وليس له أثر من الواقعية.

تتحدثون في العموميات، فهل يمكنكم أن تحددوا بدقة الجهات التي تقصدونها بحديثكم؟

المشهد السياسي العام يعبر عن نفسه انطلاقا من مواقفه ، ونحن الآن في مسار بناء التوافقات وبناء الثقة ونحن نقول للجميع أننا مكون أساسي، بل مكون أصلي في المغرب ونحن نحمل مشروع الإصلاح الحقيقي، فعلى الجهات المعنية وعلى كل مكونات المجتمع المدني أن يصغوا بعين الثقة الى صوت أهل السنة والجماعة من داخل المجتمع.

تدافعون عن إدماج المعتقلين السلفيين السابقين، فهل قاموا فعلا بمراجعات فكرية تخول لهم الحق في الإدماج أم أننا سنعاين من جديد تكرار حوادث تهدد أمن واستقرار المجتمع؟

الحديث عن المراجعات الفكرية ينبغي أن يوضح بعض الشيء، نحن نتحدث الآن عن منطق الترشيد للفكر السلفي أما قضية المراجعات الفكرية فليس لدينا ما نراجعه في عقيدتنا، عقيدتنا تابثة ونحن تابثون في مقام الدفاع عن وحدة الوطن وقضايا الوطن وعن كلياتنا.

ولكن البلاد لها دستور وتوابث، فهل تؤمنون بهذا المعطى؟

نحن مع التوابث ولم نكن يوما ما ضد التوابث الوطنية لم يتبث في حقنا تاريخيا كوننا نعارض التوابث الوطنية إلا من حيث بعض التصريحات الهوجاء لذوي العقول البسيطة والتي تبقى رهينة بأصحابها.

لكن بعض المراقبين يرون أن ما تقدمون عليه من محاولات لإدماج السلفيين في الحقل السياسي مجرد "حرث في الماء" ونحن نعاين الإعلان عن تفكيك الخلايا الإرهابية التي تحاول إستهداف أمن البلاد؟

ينبغي أن نفرق في واقع الحال، فهؤلاء السلفيين الآن ارتقوا في تعاملهم مع القضايا بنوع من الترشيد الفكري والأخبار التي تخرج من حين لآخر هي حبيسة أصحابها وأهلها ففي صفوفنا نحن لايوجد من يستهدف أمن البلاد.

ولكن هؤلاء الذين يستهدفون أمن البلاد هم أيضا سلفيين، أليس كذلك؟

السلفية الآن أصبحت جلباب يوظف، فمن هو السلفي الحقيقي؟ السلفي الحقيقي هو الذي يحافظ على سلام أمته ، السلفي الحقيقي هو الذي يتبنى مفاهيم الإستقرار الوطني ، هو الذي يسعى الى بناء صرح الوطن..هذا هو السلفي، أما الذي يترنح في مستنقع الفكر الأهوج فهذا ليس سلفيا أصلا ، ونؤكد مرة أخرى ونؤشر بآلاف البصمات أنه لايوجد في صفنا فكر متطرف ولايوجد فكريؤول الى إحداث القلق داخل الوطن..إطلاقا.

لكن المراقبين يطرحون تساؤلات مقلقة تهم استقلاليتكم عن توجيهات أمراء الحركة الوهابية التي تتنافى مع التدين المغربي القائم على الإعتدال؟

نحن لا نتلقى أية تعليمات سواء من الطائفة الوهابية أو من غيرها، انطلاقا من كوننا مكون من هذا البلد، لدينا مرجعيات والحمد لله وطنية، لدينا علماء ، لدينا أمير المؤمنين، مرجعيتنا والحمد لله محصورة في مرجعية الوطن.

وهل تلقيتم تعليمات معينة من جهات رسمية من أجل إدماج السلفيين في الحقل السياسي؟

لسنا قاصرين كي ننزل الى مستوى تملى فيه علينا إملاءات ، إملاءاتنا نأخذها من إرادتنا في الإصلاح، ومن كوننا مكون أساسي في هذا الوطن ونحن نستشعر قيمة الإنتماء الى هذا الوطن ولا ننتظر إملاءات من أية جهة كانت، الواجب الوطني لاينزل الى مستوى تلقي التعليمات .

لكنكم اخترم عقد جمعكم التأسيسي في مقر الحركة الديمقراطية الإجتماعية، فهل تتلقون تعليمات معينة من حركة عرشان؟

فيما يخص تعاملنا مع الأستاذ محمود عرشان فكأننا نتعامل في بيتنا ، لا تملى علينا إملاءات ولا نضبط من قبل القيادات الحزبية ولا من قبل أي كان داخل الحركة الديمقراطية الإجتماعية، نحن نتحرك في إطار من التشاور ، في إطار من تلاقي الرؤى ، في إطار من الحوار المعقلن الراشد، نحن أبناء هذا الوطن لنا مالنا ولهم مالهم ونقارع الجميع في إطار من الحوار ونقدم الأصلح والأصوب.

وكم عدد السلفيين الذين يرتقب أن يلتحقوا بجمعيتكم؟

هناك المئات من السلفيين الذي يرتقب التحاقهم بجمعيتنا، فالبارحة فقط اتصل بي أكثر من 59 شخص بعد انتهائنا من الجمع العام يؤكدون انتمائهم لجمعيتنا وانضمامهم للمشروع، فالإكراه الإجتماعي يدفع بهؤلاء الى الإنضمام إلينا باعتبار أن الوجوه هي وجوه شريفة ووجوه لم توصم بشائبة.

وهل ستجرون اتصالات بجهات رسمية؟

أكيد.. سوف يتم ربط الإتصال بالديوان الملكي..بأمير المؤمنين كما سيتم ربط الإتصال بديوان وزير العدل والحريات وبكل الجهات التي لها علاقة بملف إدماج السلفيين من أجل حلحلة قضية المعتقلين، وسنطرح لهم بداية قضية إدماج أصحاب الشهادات والتخصصات فجسم المعتقلين السلفيين السابقين يضم نخبة مهمة، لدينا من لهم ثلاث إجازات، لدينا من له ماستر، لدينا كفاءات والحمد لله ، لدينا جيل والحمد لله من الكفاءات بخلاف ماكان يسوق أمنيا وإعلاميا بكونهم بسطاء وسذج..الآن الحمد لله هم عقلاء  يحملون شعار الوحدة، يحملون شعار هم الأمة ، يحملون شعار الدفاع عن مصالح الأمة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة وأمير المؤمنين.