يسيء بعض الناس فهم آية { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} مما أعطى للرجل مايسيء به إلى معاملة المرأة، فتجده يتعبد بضربها وشتمها، وترسخ في الدهنية الجماعية أن من شيم الرجولة ضرب المرأة واستعبادها، ومن شيم المرأة طاعة الرجل أخا وأبا وزوجا والصبر إلى أبعد من الذل والتبعية له.
وتحصي المنظمات والجمعيات الحقوقية، ومزاكز الاستماع في وطننا العربي أقاما مستفحلة لمظاهر العنف ضد النساء، خصوصا في العالم القروي، في مجتمع من المفروض أن يحفظ الرجل من القرآن ما يكرم المرأة، ويعترف بمكانتها في المجتمع.
وإلى عهد قريب عانت المرأة من تعسف وظلم الرجل وقساوة الظروف، من تنكيل وتجريح، وكذا طغيان الطابع الذكوري المتخلف، في حين أنها تحترمه وتخشاه باعتباره الولي والسيد لها، وهي عنده أمة أسيرة، ومع ما يصاحب هذا الفهم المغلوط كليا، فإن الرجل يربط شرفه بشرفها، وبقدر مايقسو عليها يرعاها ويحميها من جور الزمان، فكفالتها عليه من رأسها حتى أخمس قدميها.
أما اليوم فالمرأة تعاني من سطوة وهم التحرر، وخطابات جمعيات تدعي الحماية والحقوق ومنظمات دولية ووطنية كاذبة، تمتهن قضيتها، وتدعي الأكاذيب، فحرضت على التعنت والتطاول وفي معاملتها مع الرجل، وتنددها بالظلم رغم توفرها على كل ما تريده وتحتاجه، وما كانت محرومة منه في زمن قد مضى غير بعيد.
إذا عدنا إلى جادة الصواب نجد أن مقام المرأة رفيع بالامتثال إلى ما انزله الله لها من إحسان، والذي أكرمها بالاحترام والوقار بقوله تعالى "وقرن في بيوتكن" وكذا احترامها للرجل سواء كان الأب أو الأخ أو الابن الذي يسعى جنته التي تحت قدم أمه، وفور تصويبها نحو ما تصبو إليه من قيم وأخلاق نبيلة كالتي كانت عليه آسية على سبيل المثال زوجة الطاغية فرعون والأمثلة كثيرة...
إن المرأة بطبيعة الحال ضعيفة البنية الجسدية، ولذا فإنَّ الله أسقط عنها الجهاد والقضاء وسائر الولايات، كالولاية في النكاح، وقد خصَّ الدين الإسلامي الرجال بفروض وأسقطها عن النساء، مثل الجمع والجماعات والأذان والإقامة، وجعل الطلاق بيد الرجل لا بيدها فلكل دوره في الحياة وكل له خصوصيات خصه الله تعالى به ومن الرجل القوامة والأمر بالمعروف كمعروف والنهي عن المنكر والمعاشرة بالإحسان بلا غضب ولا منكر واحترام متبادل، وعلى المرأة أداء دورها الحقيقي وحفظ حق زوجها وعشيرتها، لا للطغيان والظلم والتعسف، من كلا الجانبين، فالظلم والقهر مرتبط بالإنسان، ولا هو من عمل الرجل ولا المرأة، إنما هو عمل الشيطان.