لهذا يسارع المغاربة من الآن إلى تبادل عبارة "اللهم بلغنا رمضان"..

لهذا يسارع المغاربة من الآن إلى تبادل عبارة "اللهم بلغنا رمضان"..

لا شك في أن كل متصفح لمواقع التواصل الاجتماعي لاحظ تعاليق تُمني النفس ببلوغ شهر رمضان، على الرغم من أن المدة التي تفصلنا عن الموعد الفضيل تقارب الثلاثة أشهر.

ولعل ذلك ما أثار فضول الكثير من زوار الفضاء الأزرق على أساس التساؤل حول ما إذا كان ذلك التمني لغاية فعلية ذات مسعى عقلاني أم مجرد تمني لأجل التمني، بدليل شهور رمضان السالفة عبر عشرات السنين، والتي لا تحمل من سلوكات "الصائمين" سوى ما يناقض الواجب القيام به، أو كما قال أحد المتتبعين "يسرعون في التعبير عن رغبتهم ليطيل الله أعمارهم إلى شهر رمضان، وعندما يحل يبرعون في كل ما هو مسيء"، ليضيف آخر بأن أحسن هؤلاء المتطلعين لبلوغ شهر رمضان يقضونه نياما ببيوتهم، وأحيانا في المساجد.

أما إحدى الشابات فقد ادعت معرفتها بالسبب الحقيقي الذي يدفع من يتبادلون عبارات الاشتياق، والمتمثل في امتلاك ما يكفي من الأعذار للتغيب عن مقرات العمل أو على الأقل التكاسل في أداء الواجب بحجة تعب إرهاق الإمساك عن الأكل والشرب. في حين ما قد يتم التظاهر به من حب لأجواء التدين الروحانية كصوم النهار وقيام الليل فلا صلة له بالواقع، وفقط واجهة لإخفاء ما في عمق النوايا.

ومن جهة أخرى، عقب البعض بأنه، وفي غضون ثلاثة أشهر، يصنع النبهاء في الدول المتقدمة أكثر الإنجازات تأثيرا في حياة البشرية التي لها ما لي "الصدقة الجارية" من تواب، ويستغلون الموجود بدل انتظار الموعود الذي قد يأتي أو لا يأتي، وحتى إن أتى، كما هو حالنا، فلا تجد له أكثر من صدى التشنج والعراك بدعوى "الترمضين".