عادل التراب: أحمل مسؤولية فشل المنطقة الصناعية بمكناس لمسؤولي صندوق الإيداع والتدبير

عادل التراب: أحمل مسؤولية فشل المنطقة الصناعية بمكناس لمسؤولي صندوق الإيداع والتدبير

أبدى عادل التراب، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بمكناس استغرابه من قرار وزارة الفلاحة تهريب المناظرة الدولية الفلاحية من مكناس نحو الجديدة خصوصا أن تنظيم الملتقى الدولي للفلاحة ولا التظاهرات الموازية له بمكناس كان بأمر من الملك محمد السادس من أجل إعطاء إشعاع دولي لمدينة مكناس في المجال الفلاحي باعتبارها عاصمة فلاحية. كما تطرق لفشل مشروع المنطقة الصناعية الفلاحية بسبب تركيز القائمين على المشروع على البعد الاقتصادي وإهمال البعد الاجتماعي ، وفشل مشروع تنمية مكناس الكبير الذي أطلقه الوالي السابق محمد القادري بسبب رفض مصالح وزارة الداخلية تمويل المشروع. كما ناشد في الأخير الملك محمد السادس بزيارة مدينة مكناس، مؤكدا أن الأمل الوحيد الآن هو أن تحظى مكناس بعطف ملكي يمكنها من ولوج دائرة التنمية على غرار وجدة وطنجة وبني ملال والقنيطرة.

بداية، كيف تلقيتكم كفاعلين في القطاع السياحي قرار وزارة الفلاحة " تهريب " المناظرة الدولية للفلاحة من مكناس نحو الجديدة ؟

فوجئنا لهذا القرار الذي نزل علينا كالصاعقة، فلم نكن ننتظر تحويل تظاهرة من هذا الحجم من مكناس نحو مدينة أخرى، علما أن تنظيم الملتقى الدولي للفلاحة أو التظاهرات الموازية له بمكناس كان بأمر من صاحب الجلالة من أجل إعطاء إشعاع دولي لمدينة مكناس في المجال الفلاحي باعتبارها عاصمة فلاحية، حيث أنجزت في هذا الإطار العديد من المشاريع بمكناس، لكنها للأسف لم تكتمل، من قبيل المنطقة الصناعية الفلاحية ( الأكروبوليس ) وإحداث وحدات للأبحاث العلمية في المجال الفلاحي من أجل تحويل مكناس الى قطب فلاحي يحظى بإشعاع دولي، وهو ما أقر به صاحب الجلالة.

ولماذا لم تتحقق كل هذه المشاريع في نظرك ؟

مع الأسف، الناس الذي يشرفون على إعداد ملف المنطقة الصناعية الفلاحية لم يتعاملوا مع الملف بحس اجتماعي حيث ركزوا على الحس الاقتصادي، فالمنطقة الصناعية الفلاحية قاموا بتجهيزها واقترحوا قطعا أرضية بثمن عالي ، وبالتالي لم يتمكن العديد من المستثمرين اقتناء هذه الأراضي، ولو تم تبني المقاربة الاجتماعية مع ضرورة إشراك جماعة مكناس وجهة فاس- مكناس وجهات أخرى فأكيد أن ذلك سيساهم في تخفيض الثمن وبالتالي تمكين هذه المنطقة من إشعاع أكبر. وأعتقد أن المشكل تقني، علما أن المشرفين على المشروع ينتمون إلى صندوق الإيداع والتدبير ، إذ لم تتم مواكبة المشروع وفق المعطيات الترابية، ومع الأسف فإننا فشلنا في جعل المنطقة الصناعية الفلاحية متنفس اقتصادي من أجل جذب الشركات الكبرى قصد الإستثمار وخلق فرص الشغل، وتعزيز مكانة الطبقة المتوسطة التي بإمكانها جر قطار التنمية بمدينة مكناس.

لنعد إلى المناظرة الفلاحية الدولية، ماهي أبرز المكاسب التي ستخسرها مكناس في حالة " تهريب " هذا الحدث الدولي ؟

الإشعاع العلمي والفكري للمناظرة الفلاحية الدولية  أكثر من أي شيء، فلما يتم اتخاذ قرارات عبر هذه المناظرة يظل اسم مكناس ملتصقا بهذه القرارات، تماما مثل مراكش التي ارتبطت برؤية 2020 في السياحة ، كما ان هذه المناظرة تحضرها شخصيات من العيار الثقيل : وزراء، رؤساء دول، سفراء، رؤساء مجموعات اقتصادية كبيرة..يعني هذا الحدث يشكل فرصة سانحة لتحقيق إشعاع لفائدة المدينة، ونحن لا نفهم أسباب نقل هذا الحدث من مكناس نحو مدينة أخرى كما أننا لن أقبله.

 الجديدة التي يروج الحديث عن احتمال احتضانها لهذا الحدث ارتبط إسمها بالمعرض الدولي للفرس، فلماذا تحرم مكناس من فرص تحقيق الإشعاع وجلب الإستثمارات على غرار باقي المدن المغربية ؟

معرض الفرس نفسه كان مقررا في البداية أن تحتضنه مدينة مكناس، لكن تم تهريبه نحو مدينة الجديدة، وسط صمت المكناسيين، ومؤخرا تم تجريد مكناس من صفتها كعاصمة لجهة مكناس- تافيلالت وإلحاقها بجهة فاس، لاعتبارات ترابية واقتصادية وساد الصمت مرة أخرى في صفوف المكناسيين، والآن يروج الحديث عن تهريب المناظرة الدولية للفلاحة وهو مؤشر خطير على تهريب الملتقى الدولي للفلاحة مستقبلا ، فهل يعقل أن نظل صامتين.

هل يمكن اعتبار الحديث عن تهريب المناظرة الفلاحية الدولية من مكناس بمثابة " صابوطاج " لحزب " البيجيدي " من طرف وزير الفلاحة عزيز أخنوش على خلفية الصراع الدي دار بين بنكيران وأخنوش بخصوص صندوق دعم العالم القروي ؟

نحن كفاعلين اقتصاديين، لايمكننا الخوض في هذه الحسابات السياسية، فما نطلبه من السياسيين المكناسيين ومن ضمنهم البرلماني المنحدر من مدينة مكناس صلاح الدين مزوار الذي عين وزيرا للخارجية ، ناهيك عن صفته كرئيس للتجمع الوطني للأحرار الحليف في الحكومة، ونحن لا نفهم كيف أن وزيرا آخر في حزب مزوار اتخذا قرارا بتهريب المناظرة الفلاحية الدولية من مكناس.

يعني..أن المكناسيين في مركز القرار لايبذلون الجهود لجلب المنافع والثروات لمدينة مكناس، بل الأنكى من ذلك هو صمتهم أمام الضربات الموجعة التي تتلقاها مكناس ؟

تماما..إنهم لا يحركون ساكنا، وقد أصدرنا بيانا عبرنا فيه عن رفضنا لتحويل المناظرة الدولية الفلاحية من مكناس إلى مدينة أخرى وستتلوها خطوات أخرى حسب علمي لفاعلين جمعويين وسياسيين من أجل تحريك النخب المكناسية في مركز القرار وكذا النخب المكناسية في مناطق أخرى من أجل الدفاع عن مصالح مدينة مكناس، وأعتقد أننا بحاجة ماسة في هذه الألفية الى التسويق الترابي، لأن هناك صراعات بين الجهات والمناطق، ولابد من وجود " لوبي " قوي من السياسيين والاقتصاديين المقربين من سلطة القرار من اجل الدفاع ن مصالح مدينة مكناس. وأنا أذكر أنه في اليوم الذي جاء فيه مزوار الى مكناس فتحت له المدينة ذراعيها واستبشرنا خيرا بأن هذا السيد سيجلب المنافع والتمويلات لمكناس لكن  للأسف لم يتحقق أي شيء، علما أن مكناس حظيت بمسؤولين ترابيين كانت لهم رغبة صادق في تنمية مدينة مكناس ومنهم الوالي السابق محمد القادري حيث طرح مبادرة استثنائية لتنمية المدينة وهي مشروع تنمية مكناس الكبير، وقد حلمنا جميعا مع هذا المسؤول الترابي في تنمية المدينة، علما أنه أجريت مشاورات ودراسات علمية في الموضوع ، لكن في آخر المطاف صدمنا برفض الجهات المركزية تمويل المشروع.

هل هناك جهة معينة على الصعيد المركزي هي المسؤولة عن هذه الضربات الموجعة التي تتلقاها مكناس ؟

ليس هناك أي مؤشر يشير الى وجود جهة مركزية تقف وراء هذه الضربات..

هل اللوبي الفاسي هو المسؤول ؟

لا..صراحة أهل مكناس هم المسؤولون، ولا يمكننا توجيه اللوم لأي جهة كانت، فنحن كمكناسيين لا نقوم بدورنا في الدفاع عن مصالح المدينة، علما أن لنا من الإمكانيات والقدرات التي تمكننا من أن نكون قوة اقتراحية تضغط على السلطات المركزية من اجل مراعاة مصالح مكناس..

لكن، لماذا لاتقدمون على تشكيل لوبي للدفاع عن مدينة مكناس، على غرار اللوبي الفاسي، اللوبي الرباطي، اللوبي البيضاوي..؟

هذه هي الخطوة التي ينبغي علينا التفكير فيها، أي تشكيل لوبي لفائدة مدينة مكناس، علما أن هناك رجال أعمال مكناسيين في الدار البيضاء، رجال سياسة من مكناس، وزراء سابقون من أصول مكناسية..يعني هناك كفاءات مهمة موجودة. ونحن بحاجة فقط الى خيط ناظم لهذه الكفاءات من أجل التفكير في مشروع للدفاع عن تنمية مدينة مكناس مع إلقاء الحسابات السياسية جانبا.

قبل الحديث عن احتمال تهريب المناظرة الفلاحية الدولية تم فعلا تهريب المهرجان الوطني للمسرح من طرف وزارة الثقافة نحو مدينة تطوان، علما أن مكناس احتضنت هذه التظاهرة الوطنية بنجاح لمدة 16 دورة بشهادة الفنانين والمسرحيين، فهل يمكن القول أن مكناس تحولت الى ذاك " الطفل اليتيم " ؟

طبعا يمكن أن نطلق على مكناس تسمية " الطفل اليتيم " وأملنا الوحيد هو أن نرضى بعطف من لدن صاحب الجلالة من أجل زيارة مدينة مكناس وأن يأخذ بأيدي ساكنة مكناس. ونحن مستعدون للذهاب إلى مسيرة الى غاية القصر الملكي من اجل التماس العطف الملكي، لأن جميع المدن التي تمكنت من تحقيق طفرة تنموية في المغرب ونذكر طنجة، وجدة، بني ملال، القنيطرة، من خلال الإرادة الملكية والدعم الملكي و" سيدنا "  هو من أعطى تعليماته وأوامره من أجل تنمية هذه المدن، فلهذا نحن نناشد صاحب الجلالة بأن تحظى مدينة مكناس بحقها في هذه المشاريع الكبرى.