كريم السباعي، رئيس هيأة المهندسين المعماريين بالبيضاء: هذه هي أسباب انهيار عمارة عين الشق ( مع فيديو)
اعتبر كريم السباعي، رئيس المكتب الجهوي لهيئة المهندسين المعماريين بالبيضاء، أن انهيار العمارة يعود بالأساس لأخطاء تقنية يتحمل المسؤولية فيها المقاول صاحب المشروع، وهذا ما عايناه بالعين المجردة إذ يظهر جليا ضعف الأعمدة المستعمل لتثبيت الطوابق، لاسيما أن استعمال دعامات من الخشب أصبح متجاوزا في أوراش البناء الحديثة، وتم تعويضها بدعامات من الحديد.
الخطأ الثاني حسب المهندس السباعي، تسببت فيه السرعة المفرطة في بناء طوابق العمارة المنهارة، وهي سرعة غير عادية –يقول السباعي- لأن المدة الزمنية التي يجب أن تفصل بين بناء كل طابق يجب أن لا تقل على 21 يوم حتى نعطي الوقت الكافي للمكونات المستعملة في البناء في التماسك فيما بينها.
وشدد رئيس هيئة المهندسين المعماريين بالبيضاء، في اتصال مع "أنفاس بريس"، أن هناك تقنيات حديثة تمكن من عدم احترام هذه المدة الزمنية لكن ذلك يجب أن يكون بناء على استعمال العديد من التقنيات الحديثة واستشارة مكتب خبرة واعتماد معايير صارمة في طبيعة مواد البناء المستعملة، وكل هذا المعايير يستحيل أن تكون متوفرة في الورش المنهار التابع لشركة بدريقة.
وحول مسؤولية المهندس المسؤول عن الورش، أكد محاورنا أن هناك نوعين من المهندسين هناك المهندس المعماري، وهناك المهندس التقني أو ما يعرف بمهندس الحديد، وهذا الأخير هو الذي يتحمل المسؤولية بشكل كبير في مثل هذه الانهيارات، لأن مهندس الحديد تكون له مسؤولية مباشرة في عملية بناء الطوابق والدعامات التي يقوم عليها البناء، وهو الذي يراقب المواد المستعملة ومدى صلاحيتها وملائمتها للمعايير التقنية الجاري بها العمل.
وابرز محاورنا أن الشركة صاحبة المشروع تتحمل بدورها المسؤولية لأنها يجب ان تراقب عمل جميع المتداخلين في المشروع وأن تراقب مدى احترام كل جهة لدفتر التحملات الخاص بالورش.
ولم ينفي السباعي، المسؤولية عن المهندس المعماري، لكن بدرجة أقل من مهندس الحديد، لأن المهندس المعماري إذا وجد أن بناء الورش يتم بسرعة غير طبيعية فعليه أن يبحث في الموضوع ويراقب مدى احترام المشروع لمعايير البناء المعماري، تفتديا لحدوث مثل هذه الكوارث.
وكشف محاورنا أن المهندس المعماري المكلف بمشروع عمارة بدريقة المنهارة بعين الشق، ينتمي لهيئة المهندسين بطنجة، وأن هيئة الدار البيضاء ستراسل المسؤولين عن هيئة المهندسين بطنجة من أجل التحقيق في أسباب الانهيار مع المهندسة المعمارية ومعرفة وجهة نظرها بناء على معطيات تقنية واضحة.