يضم مجلس النواب المغربي395 عضوا ينتخب 305 منهم بالإقتراع العام المباشر عن طريق اللائحة عبر الدوائر الانتخابية بينما تكون حصة محددة في 90 عضوا عبر لائحة وطنية يمثل فيها الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة نسبة الثلث بـ 30 مقعد، لكن لائحة الشباب هذه داخل مجلس النواب والمتوافق في شأنها من طرف الأحزاب باتت في الآونة الأخيرة مثار جدل ونقاش جعلت بعض الأصوات تطالب بإلغائها و اعتبرتها مجرد "ريع سياسي.
" أنفاس بريس" اتصلت في هذا للموضوع بالدكتورعبد المالك أحزرير، أستاذ بكلية الحقوق بمكناس فأفادنا بالقراءة التالية:
أعتقد أن إشكالية لائحة الشباب بمجلس النواب طرحت ربما نتيجة ضغط المجتمع المدني على خلفية النقاش المتعلق بتقاعد البرلمانيين ،وخاصة عندما تم التساؤل عن كيف يمكن لبرلماني شاب في سن 35 سنة أن يخرج من ولايته الانتخابية بعد 5 سنوات بتقاعد وهو في سن 40 سنة ؟فهذا هو الريع السياسي في حد ذاته ! و هو أمر بعيد عن مبدإ تشبيب النخب، لأنه إذا كان تشبيب النخب شيء طبيعي جدا فإن جريان النخب كلما كان فعالا كلما نكون أمام مقياس للحقيقة، لأن الوحدة القياسية للديمقراطية داخل جميع النخب السياسية هو جريان النخب والذي هو تشبيبها ، علما بأن الشيخوخة في السياسة ينتج عنها بطء وعياء في العمل لا يتماشى و ما يقتضيه النشاط العمومي الذي يتطلب السرعة والمجهود القوي الضروريين للمسايرة والمتوفرين في العناصر الشابة، وهنا تجدر الإشارة إلى إثارة نقطة لا تخلو من أهمية ،فالشاب المطلوب لهذه المهمة (الجريان وتشبيب النخب )عليه أن يكون مناضلا وأن يخرج للشارع و يخضع لصناديق الإقتراع ويكون في الرهانات الصحيحة. وليس ذلك الشاب القادم مباشرة من الكوطا لأننا عندما نعمل بالكوطا، فإننا قد نستقدم أطفالا ونعطيهم الرضاعة وهذا شيء غير مقبول وقد أثبتت الممارسة التي جربناها بأنه كنا كأننا نكرس بالفعل الإرث السياسي، وهذا التوريث السياسي للأسف لم نأخذه في البعد الإيجابي للتشبيب الذي هو المساهمة في جريان النخب كما ذكرت بل علاوة على منطق التوريث السياسي أمنا لهذه الفئة من الشباب التقاعد مستقبلا، وهذا هو الريع السياسي من ألفه إلى يائه !!
وبالتالي فإنه لا يعقل عند عمليات الانتخاب أن تكون هناك حصة أو" كوطا" والتي هي مبدئيا غير مقبولة ديمقراطيا كما هو متعارف عليه، ثم أن هذه الكوطا وإن كانت لا بأس فيها بالنسبة للنساء كتجربة تمارس لترسيخ ثقافة داخل المجتمع لكي يألف الناس ويسمحوا بولوج المرأة الشأن السياسي الذي ظل حقلا ذكوريا، فإن هذه الكوطا غير مستساغة بالنسبة للشباب وذلك لأن الشباب عليهم أن يجولوا و يناضلوا ويكونوا منبتا للنضال و"يعريوا على كتافهم".
وهذا هو النضال السياسي الحقيقي وليس الولوج إلى البرلمان بشكل وراثي والذي يشكل ذلك ضيقا على الميزانية وعبئا على صندوق التقاعد،، فهذا منطق غير سليم وغير مبرر.