أحمد بومعيز: إلى متى ستحافظ الصويرة على موقعها ضمن التراث العالمي ؟

أحمد بومعيز: إلى متى ستحافظ الصويرة على موقعها ضمن التراث العالمي ؟

تم تسجيل الصويرة – المدينة العتيقة – ضمن التراث العالمي حسب  منظمة اليونسكو سنة 2001 ، أي قبل حوالي 15 سنة . التسجيل آنذاك شكل نقلة نوعية بالنسبة للمدينة التي بدأت تسترجع في بداية القرن شيئا من بريقها التاريخي مراهنة على منتوجاتها الفنية و الموسيقية من خلال المهرجانات والإشهار العالمي و الترويج الذي عرف بها فعلا ، لكنه لم يقدها إلى مسلسل التنمية  الفعلي المعقد و الشاق و المتعدد المجالات . كان الرهان على الترويج للصويرة من خلال تاريخها و مآثرها و مهرجاناتها حتى يتم استدراك ما سلف من تناسي و مآسي في حقها بفعل سياسات التدبير التي عرفتها عبر تاريخها المعاصر .

وبعد كل الرهانات و الاختيارات ، والترويج و المهرجانات ، يسجل أن الصويرة حققت شيئا من العالمية – رغم التأثير السلبي للتخمة الإعلامية التي واكبت الأمر والتي أدت إلى موجة من المضاربات أعاقت تنمية المدينة أكثر مما ساعدتها على الانخراط في مسلسل التنمية المتوازن .

و الآن و نحن على بعد أكثر من 15 سنة على انطلاق عالمية الصويرة، وعلى الأقل من خلال الاعتراف بها كتراث إنساني، يسجل أن الصويرة مهددة اليوم بإلغاء هذا التصنيف. فهي تقترب من قرار حذفها من التراث العالمي .

ليس في الأمر تجن ولا عبث ، فالواقع الفعلي للمدينة و تراثها يستدعي ذلك – ونحن نتحدث فقط عن المدينة العتيقة –فالمتتبع البسيط يسجل مستوى التراجع الذي يعرفه  التراث العمراني بالمدينة ، فالتدخلات التجارية والعشوائية لا تستثني الكثير من المواقع. والتنسيق بين المتدخلين في المجال يبقى آخرهم يعني المدينة و تراثها الإنساني . ومن آخر الوضعيات التي كادت تسرع بقرار الحذففعليا نذكر مشروع توسيع الميناء الذي يتم في غموض غريب ، ويفتح باب التأويلات على جميع الاحتمالات ، والمشروع في تحول دائم ،ومواقع المدينة مستباحة، ومصير الصويرة كتراث إنساني في كف عفريت.