ليلة استشهاد العشاق على مقصلة عيد الحب عند المغاربة..

ليلة استشهاد العشاق على مقصلة عيد الحب عند المغاربة..

في هذا اليوم الذي يتزامن مع الـ 14 فبراير ألغيت كل حدود العالم، وانتفت الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين بلدانه، كما تساوى جنسا ساكنته، وذلك للاحتفال جميعا بعيد اتفق على تسميته بـ "عيد الحب". والمغرب باعتباره جزءا من هذا العالم، لم يكتب له إلا أن ينجرف في سياق هذه الأجواء ويحيي المناسبة ولو بطريقته.

منذ يومين و"أنفاس بريس" تتردد على سوق الورود بحي المعاريف في مدينة الدار البيضاء، الذي شوهدت به حركة غير عادية، حيث عرفت باقات الورود الحمراء إقبالا يقل نظيره في باقي الأيام. وما يثير الانتباه أيضا خلال هذه الزيارات هو أن جل الزبائن من الذكور الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين سنة.

يقول رضوان وهو أحد الباعة: "نحو 10 سنين تقريبا أصبحت فئة عريضة من المغاربة تحتفل بعيد العشاق بانتظام، حيث أغلب الأشخاص الذين أتوا إلى السوق منذ بداية الشهر وإلى اليوم من الزبائن الأوفياء الذين قدموا خلال السنوات الماضية، وقد انضاف إليهم عدد جديد ممن يبحثون عن ورود حمراء جميلة ورخيصة الثمن. فبعد أن يطلبوا منا اختيار أجود الورود خلال تكوين الباقة، يقضون وقتا طويلا في مفاصلتنا عن السعر. إذ رغم شاعرية المناسبة إلا أن الواقعية سرعان ما تعود بمجرد الحديث عن المال".

ويبقى من بين ما سجلته "أنفاس بريس" كذلك، هو أنه كلما حصل أحد الزبائن على باقته ودفع ثمنها المتراوح ما بين 30 و120 درهما إلا وأسرع بمغادرة المكان وتجاهل نظرات السخرية التي ترسم على كل من صادف أحدهم حاملا باقته. وهي الملاحظة التي يقول بشأنها المختار، أحد الزبائن الذي كان منهمكا باختيار الباقة الأحلى بمحل رضوان "لا أفهم لماذا هذه النظرات وأحكام القيمة، فلا أحد من هؤلاء المارة من حقه أن يسخر ممن يخلدون هذه المناسبة. لكن مجتمعنا الحشري والفضولي بطبعه يجعل من نفسه حكما لكل الأشياء التي لا يستطيع فهمها أو لا يملك الإمكانيات المادية من أجل الحصول عليها. أما حسن، فإنه يقول بأنه يخلد عيد العشاق منذ أن كان طفلا، حيث يقتني باقة من الورود المشكلة لوالدته التي يعتبرها المرأة الأولى في حياته، وباقة ثانية حمراء لصديقته سابقا ولزوجته في الوقت الحالي، وباقتين من الزهور الوردية لابنته. مضيفا "صراحة لا تعنيني المناسبة في حد ذاتها، إنما أتخذها فرصة فقط لأعبر لمن أحب بأني أحبهن، خاصة والكثير من الناس في بلدنا يتحدثون عدم صلتها بثقافتنا وتقاليدنا.

ومن جهته، أشار محسن، بائع للورود، إلى أنه يعرف الكثير من الزبائن الذين يهدون زوجاتهم هدايا ومنها الزهور رغما عن أنفهم، وليس إلا نزولا عند رغبة شريكاتهم اللاتي يرغمنهم على ذلك حتى وإن لم تعبر عن أحاسيسهم الحقيقية. فيما يأتي آخرون لجلب باقات ورود لصديقاتهم، أما زوجاتهم فقد أفهموهن أن هذه المناسبة غريبة ودخيلة لا يجب الاحتفاء بها.