وصل عدد الفقراء بهولندا إلى ما يزيد عن المليون شخص و تقول الأرقام التي أنجزها مكتب الإحصاء بامستردام أن وضعية الفقراء ازدادت استفحالا خاصة بعد اجتياز البلاد لازمة اقتصادية عمقت من معاناة الفقراء في المجتمع الهولندي خاصة في المدن الأربعة الكبرى و الأخص في مدينة أمستردام التي تعتبر احد أغنى المدن في العالم وضع مريح بالنسبة للأغنياء و ذوي الدخل المتوسط و مقلق بالنسبة للمواطنين الذين يستفيدون من التعويضات الاجتماعية التي لا تعني و لا تسمن من جوع .
ويعتبر المهاجرون المغاربة و الأتراك من الفئات الواسعة الأكثر تضررا من الوضعية المتأزمة التي تمر بها البلاد في السنوات الأخيرة وبالرغم من الإعانات التي تقدمها بلدية أمستردام شهريا على شكل تعويضات و أخرى إعانات للتخفيف من حدة الفقر الذي طال آلاف المواطنين فان عدد الفقراء في تصاعد مخيف و مقلق بالنسبة السلطات المحلية و الوطنية .
وقد تم فتح أبواب ما يسمى أبناك التغذية كي يتمكن الفقراء من استلام سلة مملوءة بما يحتاجه المواطن من تغذية لمدة لا تزيد عن الأسبوع الواحد.
ويقوم العاملون أبناك التغذية بعملهم التطوعي في تسجيل عدد المواطنين بعد قراءة الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية و بعد ذلك يأتي قرار الحسم من عدمه من سلة التغذية التي تسلمها ابناك التغذية.
محمد المرابط ، مغربي يقيم منذ عشرات السنين بامستردام عبر عن وضعيته قائلا " لقد كنت أملك شركة تنظيف وكان طاقم عملي يتكون من 10 مستخدم ، الأمور كانت تسير بخير وكانت الرواتب تؤدى في وقتها و في الوقت الذي كنت اعتقد بان شركتي ستعرف التوسع في مقاطعات أخرى بالمدينة ، كانت للازمة الكلمة الفاصل التي أدت إلى توقف طلبات الشغل من طرف الشركات فارتفعت الديون و كان الإفلاس لشركتي ، لقد وصلت ديوني إلى حوالي خمسين ألف يورو حاولت سداد جزء منها ببيع حافلتي الشركة و سيارتي الخاصة ،الآن وضعي مأساوي ، إني تحولت من رب شركة إلى زبون بنك التغذية لإعالة أسرتي الصغيرة... إني لا أخجل من تواجدي هنا مع الفقراء ، الحمد لله عل كل حال ! "