آسف صباح لأنك أثرت خميرة غضبي وفضلت قطع حبل الود الذي كان قائما بيننا رغم الاختلاف.. أنت التي بادلتيني الاحترام وأصررت على حضوري لقاؤكم المنظم في إيطاليا، لكني فضلت الابتعاد حتى لا أزعج كل الفصائل المتناحرة.. بقي حبل الود والاحترام مع الجميع ليس نفاقا، لكن في انتظار لحظة إقناع الجميع بضرورة الحوار والنظر للمستقبل.
لم أوفق في مهمتي لتشبث الجميع بمواقفه وانزويت بعيدا أنتظر فرصة أخرى لإحياء المبادرة التي كنّا في البداية خمسة في بلورتها وتنظيم لقاء تاسع ماي بباريز الذي حضرتيه كمشاركة، والتي اختارك من تتهمينهم اليوم بصفات لا تليق بهم للصعود إلى المنصة.. كلفوك بقراءة الأرضية، وقد وجدت صعوبات في ذلك، لا أدري هل خجلا بالمشاركة الأولى في لقاء صاخب مثل لقاء تاسع ماي، أم لقلة الخبرة والتجربة،أم لعدم قدرتك على مجاراة أصحاب التجربة في النضال السياسي والجمعوي الذين كانوا حاضرين في اللقاء.
وجوه تركت بصماتها في عالم الهجرة بحضورها الدائم في محطات عديدة وجرأتها على انتقاد سياسة الدولة المغربية في تدبير الهجرة.
طموحك مشروع يا سيدتي في البحث عن الزعامة التي وصلتيها بطرق منحطة وركبت على تنسيقية في غياب مؤسسيها واتهامهم بأبشع الصفات لأنهم اتهموك بسرقة المبادرة.. وقلت، وبدون حياء، إن الجميع تخلى عن المبادرة لأنهم لم يحصلوا على الزعامة أو لأنها لم تحقق لهم المكاسب المنتظرة.
لماذا تفترين على الرأي العام والتقارير التي مازلنا نحتفظ بها تؤكد أن لقاء باريز خرج ببيان يؤرخ للمحطة ولم يتقرر فيه نهائيا مواصلة النقاش في لقاء بروكسل الفاشل بكل المقاييس، والذي غابت عنه الوجوه المؤسسة، وأصررت مرة أخرى على حضور وتنظيم لقاء ثامن غشت بالرباط الذي فشل منظموه في إقناع الأحزاب بحضوره إلا حزبا واحدا هو حزب النهضة والفضيلة الذي لا امتداد جماهيري له.
قلت وأنت على حق، الجميع رفض ركوب القطار الذي أصبحت تقودينه، ولم تجيبي عن السؤال، وفضلت مواصلة الطريق بتركيبة جديدة لا علاقة لها بالهجرة فعاليات حقوقية، وجمعيات مدنية من داخل المغرب.. وإذا قلت فعاليات حقوقية من خارج المغرب، فأين كانت في كل المحطات السابقة؟
هذه المحطة التي أفرزتك كرئيسة في غياب الفعاليات المناضلة، والتي لها تاريخ ستقبر التنسيقية إلى الأبد، لأن السائق الذي يقود القطار غير مؤهل لمواصلة النقاش الجدي لا لشيء إلا لسوء المعاملة التي تلقاها العديد من الفعاليات من طرفكم بعد لقاء باريز ولقاء بروكسل ولقاء الرباط، وكل ذلك موثق في صفحات الفايسبوك.
يا صباح النعيمي من أراد الوصول للزعامة ليس بالتقاط الصور مع زعماء الأحزاب السياسية في غفلة منهم ولحاجة في نفس يعقوب.. بكل صراحة، لحد الساعة لا نعرف لونك السياسي، فتارة تقولين إنك اتحادية والاتحاد بريء منك، وتارة تأخذين صورا مع بنشماس وحضورك في المغرب إبان انعقاد مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة غير بريء.. لا ندري الحزب الذي تحملين لونه ولا الزعيم القادم الذي ستأخذين ذكريات معه.. ربما عبدالإله بنكيران سينتهز صورتك معه ليواصل بها سياسته الشعبوية بمستملحات جديدة.
يا صباح لقد عجزت عن إقناع جمعيات الخارج الذين يحملون هموما مشتركة معك، والتجأت للمناورة للتواصل بجمعيات الداخل والحقوقيين.. فلا أنت ولا من تنسيقين معهم في قلب الطاولة على المؤسسين قادرين على تحقيق ذلك.
والمعركة متواصلة لتحقيق المطالَب المشروعة لمغاربة العالم من خلال تفعيل الفصول المتعلقة بالمشاركة...
التحديات كبيرة، ولكن بفضل الرجال والنساء الذين يؤمنون بالتغيير والديمقراطية قادرون على تحقيق انتظارات وتطلعات مغاربة العالم.