تناولت الإحصائيات الأخيرة التي أصدرتها شركة "أنفو رسيك" المتخصصة في متابعة أحوال المقاولات المغربية، إفلاس 5782 مقاولة في 2015. ويرى الطيب أعيس، رئيس جمعية "أمل" للمقاولات في هذا الحوار أن الرقم المشار إليه ليس مخيفا أوخطيرا إذا قمنا بتحليله، لأنه لا يضم شركات قوية وكبيرة.. الخطير، يحذر أعيس، هي "لاسامير"، الشركة الوحيدة التي على حافة الإفلاس.
* هل ينعكس طول الآجال المحددة للأداء على مردودية المقاولات الذي يعد أحد العوامل الرئيسية المؤدية إلى إفلاسها؟
** نلاحظ أن الآجال المحددة للأداء مهمة جدا بالنسبة للشركات، خاصة بالنسبة للمقاولات الصغيرة والمتوسطة. إذا لم تتوصل المقاولات بمستحقاتها في آجال مناسبة فهذا يشكل ضغطا ماليا كبيرا على خزينتها وعلى مردوديتها، مما يجعلها تضطر للجوء إلى الأبناك علما أن نسب فائدة الأبناك عالية بالمغرب. وقد حاولت الحكومة منذ ثلاث سنوات التغلب على هذه الإشكالية عبر قانون الأداءات المقاولات إلا أنه كان غير موفقا ،لأنه خلق عبئا ماليا إضافيا..
بالنسبة للصفقات العمومية مازالت تتخللها بعض العراقيل. فالشركات الصغيرة والمتوسطة عندما تنجز صفقة عمومية لا تعرف متى ستتوصل بمستحقاتها. بالرغم من الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة، خاصة الصفقات التي تهم وزارة التعليم أو المكتب الوطني للماء والكهرباء..على العموم مازال هناك تباطؤ في أداء الصفقات العمومية، وهذا يؤثر على الشركات الصغيرة والمتوسطة. ماذا يقع في نهاية المطاف، هذه الشركات كأنها تتحول إلى بنك مجاني إما لزبنائها أو للدولة، وهذا إجحاف ويشكل ضغطا ماليا على الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل أكثر من 95 في المائة من النسيج المقاولاتي بالمغرب، مما يعيق تطورها وبالتالي لا يتطور الاقتصاد الوطني.
* تناولت الإحصائيات الأخيرة إفلاس 5782 مقاولة بالمغرب السنة الماضية؟ ما هي أسباب ذلك؟
** هذا الرقم ليس مخيفا إذا قمنا بتحليله، ماذا يتضمن 5782 مقاولة؟ إذا كانت هناك شركات حديثة التأسيس وحسب إحصائات عالمية 70 في المائة من المقاولات تعلن "وفاتها" ما بين السنة الأولى والثانية من إحداثها. وهذا شيء طبيعي. متى يكون هذا الرقم مخيفا، إذا كانت المقاولة قديمة التأسيس ويشتغل بها عدد كبير من العمال، وتروج رقما مهما للأعمال ولها علاقات مالية مع الأبناك والزبائن. الذي يبدو أن هذا الرقم ليس مهما وخطيرا لأنه لا يضم شركات قوية وكبيرة.. الخطير هي لاسامير الشركة الوحيدة التي على حافة الإفلاس. وأظن أنه سيتم إيجاد حلول لإنقاذ لاسامير.
* ما هي الحلول الممكنة لإنقاذ لاسامير من الإفلاس؟
** هناك ثلاثة حلول ممكنة لإنقاذ "لاسامير"، إما أن يقوم المستثمر السعودي بضخ أموال إضافية حوالي مليار أو ملياري درهم وهذا في استطاعته، أو أن تشتريها شركة أخرى مغربية وأجنبية أو تجمع شركات، وآخر الحلول الممكنة تأميمها من طرف الدولة.