على هامش انعقاد المؤتمر الإقليمي السادس لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بأكادير وأقاليم الجنوب، والذي سيكون يومي السبت 23 والأحد 24 يناير الجاري، تحت شعار "بالوحدة والوفاء نغير ميزان القوى سيرا على درب الشهداء"، أجرى موقع "أنفاس بريس" مع حفيظ أزايي، الكاتب الإقليمي للحزب بأكادير الحوار التالي، والذي ذكر فيه بأن "الديمقراطية الحالية إن هي إلا "تمرين" في طريق أن تصبح التمثيلية السياسية لا تقوم على التفويض وإنما على التطابق بين وجهي عملية "الإنابة"؛ تمثيل سياسي واجتماعي في آن"..
+ حزب الطليعة الديمقراطي لأكادير سيعقد مؤتمره السادس لآكادير وأقاليم الجنوب تحت شعار "الوحدة والوفاء نغير ميزان القوى سيرا على درب الشهداء". ما هو هذا "التراكم النافع" الذي أنتجه الشهداء، والذي سيعاد قراءته لتحيين مسار النضال من أجل التغيير؟
- بالفعل يعقد حزب الطليعة بأكادير مؤتمره الإقليمي السادس تحت شعار "بالوحدة والوفاء نغير ميزان القوى سيرا على درب الشهداء".. وهذه القدوة المرجعية المستكان إليها لتحيين نضال مستمر مرتبط بالجماهير يجد عنوانه في سلوك الشهداء وهو سلوك "الفعل" المرتبط بالحياة قوة ومظهرا.. يعني الأمر بكثير من التوضيح أن الحضور النضالي لا يرتبط بقوة تمثل للشيء/ الموضوع المناضَل من أجله وإنما بتصريف موضوع النضال من طرف المعني به كدحا ومعيشا. إنه من أحد أقسى تجليات بؤس الممارسة الديمقراطية الآن هو إشكال التمثيل المؤسساتي للفئات الكادحة. يعني هذا أن السياسي يمكن أن يكون ناطقا باسم فئات معينة؛ لكن يعوزه -في الغالب- هذا التبصر في أن يكون متدبرا للأمر من منطق التمثيل الاجتماعي للفئة المدافع عنها. يقودنا الأمر إلى ما نسميه بممارسة الشعب لسلطته من غير تفويض للأخر الذي يدعي الكلام عنه ولصالحه.
هل في هذا ادعاء لتحصيل ممارسة سياسية ديمقراطية غارقة في اليوتوبيا؟ على أية حال ينسى الكثيرون أن الديمقراطية الحالية إن هي إلا "تمرين" في طريق أن تصبح التمثيلية السياسية لا تقوم على التفويض وإنما على التطابق بين وجهي عملية "الإنابة"؛ تمثيل سياسي واجتماعي في آن.
+ هل يمكن اعتبار الوحدة الانتخابية في إطار فيدرالية اليسار مدخلا للم شمل العائلة اليسارية المتفتتة؟
- سيكون مفيدا لتلمس الجواب العودة لزيارة خاطفة للتاريخ السياسي لبلادنا. ظهرت في القرن الفائت تشكيلات وحدوية سرعان ما أبانت عن محدوديتها إن لم نقل هجانتها. لقد ارتهنت إلى المبتغى الانتخابي فجاءت بمقاصد لتحقيق طموحات شخصية نخبوية زادت من أعطاب الممارسة السياسية وشوهت كما عطلت الوجه الديمقراطي الذي ينتظره الوطن.
إن التاريخ يحتفظ بلائحة طويلة من نزوعات فوقية تَلبّست بمشروع "الوحدة" زورا. فكانت النتائج، كما أسلفنا الذكر، نكوصا إلى الوراء في معاكسة تامة للزمن كانسياب نحو مستقبل أحسن. لقد شكل الأمر دائما استيلاء فاضحا على طموحات الجماهير والتي إليها يعود تقرير كل شكل من أشكال "الوحدة" من أجل التغيير.
لا شك أن مشروع الوحدة في إطار "فيدرالية اليسار" يروم تجاوز أعطاب البناء الفوقي لشكل الوحدة. إنه غير مسموح أبدا إعادة "استنبات" أخطاء الوحدة كما سلف تشريحها في جسد يساري نحرص على عافيته، ليس لأننا جزء منه، ولكن لأنه الجسد الفعلي للمجتمع حتى وإن أبدى جزء من هذا المجتمع عقوقا نحوه.
إن الأجيال الجديدة من أشكال النضال: حماية البيئة، أخلاقيات المهن والبحث العلمي، الاقتسام العادل للفضاءات، الحقوق الجندرية.. إلى جانب الأشكال الأخرى المرتبطة بحقوق الإنسان وقيم العدالة ومحاربة نزعات التوحش في الاقتصاد والسياسة، هي مهام موكولة لليسار ولليسار وحده. وكلما اقترب هذا اليسار من اكتساب شكله الوحدوي اقترب معه حلم "الإطاحة" بأشكال الممارسات المنبعثة من الليبرالية المتوحشة.
+ هل حققت هذه الوحدة كتكتيك مرحلي مقاصدها خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة؟
- لقد قدمت للشعب بدائل وهمية لليسار، وظهرت نزوعات حزبية متياسرة حاولت أن توهم الجميع أنها "الشكل الاحتياطي" ليسار غير ظاهر وغير معبر عنه انتخابيا؛ لقد كان لزاما الإعلان أننا لسنا "تركة" جائزة الاقتسام بين فئات مدعية بوجوه رجعية محافظة وأخرى ليبرالية مشوهة، ناهيك عن كونها ريعية.
لقد كان الانخراط الانتخابي في إطار فيدرالية اليسار يحمل رسائلا للكثيرين.. أهم هذه الرسائل أن مشروعنا غير قابل للتفويت.، وأن مجتمع الحرية والعدل والمساواة موكول في تحصيله للقوى اليسارية، وأنه لن يخضع أبدا لتدبير مفوض. وأعتقد أننا نجحنا في ايصال هذه الرسائل للمعنيين. أما الكسب الانتخابي، فأعتقد أن نتائجه لم تكن لتخرج عن "السوق الانتخابي" بمعناه السوسيولوجي المصاب بجملة من الأعطاب.