ولدت خديجةً عريب، بـ"هيدامي" المغربية في العاشر من أكتوبر من عام 1960. وهي سياسية هولنديةً من أصول مغربية، التحقت بحزب العمل في مارس 2007 وعضوة برلمانية منذ 1998.
وبعد أن عاشت طفولتها في الدارالبيضاء، التحقت بهولندا لما بلغت السن 15 في إطار التجمع الأسري. حيث تابعت دراستها بعد حصولها على دبلوم من الأكاديمية الاجتماعية، وفي ما بعد واصلت دراستها للسوسيولوجيا بكلية أمستردام. كما اشتغلت في مؤسسات المساعدة الاجتماعية في بريدا وأوتريخت بهولندا، وكمستخدمة في المعهد الاقتصادي الاجتماعي للدراسات التابع لجامعة آراسموس بروتردام، ومساعدة اجتماعية في مؤسسة الرعاية والصحة في أمستردام، فضلا عن عملها متطوعة في جمعية النساء المغربيات بهولندا.
وفي عام 1998، تعرضت للاعتقال من طرف الشرطة - حسب قولها - وإيداعها السجن هي وأبناؤها لعدة أسابيع عقابا لزوجها الذي كان نشيطا آنذاك في جمعية العمال المغاربة بهولندا التي كانت تناضل وتدافع عن مصالح المهاجرين وتتضامن مع القضايا التي كانت تشغل الشعب المغربي. ولم يتم الإفراج عنها إلا بعد زيارة وزير الخارجية الهولندي إلى المغرب، لتتمكن بعدها من العودة إلى هولندا.
كانت خديجة عريب بدورها نشيطة في جمعية نسوية تدافع عن قضايا المرأة المغربية المهاجرة في هولندا وتطالب بتحسين أوضاعهن المادية والمعنوية.
عملت كبرلمانية في لجان نيابية مختلفة تهتم بالشؤون الصحية المرتبطة بالنساء والأطفال، وعرفت بإسهامها في تقديم مقترحات في البرلمان لحماية النساء بعد ارتفاع عدد وفيات الأطفال المهاجرين.
التحقت خديجة عريب بفرقة عمل تابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان كعضوة لتقديم الاستشارة في القضايا الحقوقية التي تهم المهاجرين وسياسة الهجرة في بلدان الإقامة، وهو ما أثار غضب المتطرفين الهولنديين ممن شككوا في ولاء خديجة عريب التي، حسب قولهم، أشاعوا أن لديها أجندة تخدم المغرب وهذا ما يتعارض والولاء لهولندا. أما اليساريون في الديار المنخفضة فقد اعتبروا تصريحات رئيسة البرلمان الهولندي قد "تمخزنت" وأن اعتقالها في المغرب مجرد خدعة للتأثير على الرأي العام الهولندي من أجل كسب الأنصار ونيل ثقة حزب العمل.
وقد اعتبر قيدوم العمل الجمعوي بأوتريخت عبد الغني اعبابو أن "خديجة كانت تربطها علاقات مشبوهة برموز المخزن بهولندا قبل دخولها مجال السياسة، وكانت قريبة من أخطر عنصر مخابراتي الملقب بـ "بذشموستً" بن شماس "وهو أحد العائدين إلى المغرب المعروف بقمع وإرهاب وملاحقات المناضلين".
وقد تعرض عبد الغني اعبابو نفسه لاعتداء شنيع من قبل العنصر المذكور بحضور خديجة عريب بعد قيام هذا الأخير بضربه بآلة حادة كادت تودي بحياته بأوتريخت، إحدى المدن التي تميزت بصمود ونضال مغاربتها في ثمانينيات القرن الماضي ضد القبضة السياسة القمعية التي كان ينهجها النظام المغربي آنذاك".
وأضاف عبد الغني اعبابو أن عريب "ساهمت بشكل مباشر وبأساليب ملتوية في مخزنة الهجرة من خلال توظيف موقعها البرلماني في خدمة المجلس الاستشاري للجالية المغربية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وقد استفادت كما يعرف مغاربة المهجر من تذاكر الخطوط الملكية المغربية ذهابا وإيابا ومن الإقامات المتعددة في الفنادق المصنفة والتمتع بمناظر المغرب الجميلة وشمسه".
وهذه السيدة، يقول عبد الغني اعبابو متحسرا "تكن الولاء لقوى خارجية مستبدة ومختلفة، قبل أن تصبح رئيسة برلمانية لأعتق المؤسسات الديموقراطية في أوروبا C’est le monde à l’envers
أما أحمد مركوش، البرلماني المنتمي لحزب العمل، فأشاد بالدور الذي قامت به خديجة عريب خاصة في ما ارتبط بوضعية النساء ووضعية الطفولة في العديد من المقترحات التي قدمتها زميلته البرلمانية طيلة الفترة البرلمانية.
وفي تصريح لموقع "أنفاس بريس" قال مصطفى المجاطي، فاعل جمعوي ورئيس التحالف العالمي لمغاربة العالم، إنه شخصيا تفاجأ لاختيار النائبة من أصول مغربيةً لرئاسة البرلمان الهولندي، مضيفا "خديجة عريب تدعي اعتزازها بالمغرب عندما تزور المغرب وبمجرد عودتها إلى هولندا تدير ظهرها له، وهذا ما يجعلها شخصية غريبة الأطوار، تقدم نفسها للهولنديين كأنها مناضلة متعاطفة مع قضايا الشعب المغربي ومهاجريه، وعلى مستوى الواقع الكل يعرف بأنها لم تساهم إطلاقا لا من بعيد ولا من قريب في دعم ومساندة المغاربة".
ويضيف مصطفى المجاطي قائلا "لقد قمنا بتنظيم عدة ملتقيات في كل من المغرب وهولندا لحماية الطفولة ونساء المغرب المهاجرات وكنّا فاعلين في جمعيات مغربية، ولم يسبق لها أن ساهمت ولو بالحضور لتشجيع مبادراتنا آنذاك". واعتبر مقابلاتها للإعلام الهولندي مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة وبروفايل لتجميل صورتها أمام الرأي الإعلامي، معتمدة في ذلك على بعض وسائل الإعلام الهولندية".
وللاستماع إلى رد خديجة عريب عن مواقف كل عبد الغني ومصطفى، بعد اتصالات هاتفية متكررة بقسم الإعلام التابع للبرلمان بلاهاي وإرسال "ميساجات" إلى المعنية عبر البريد الإلكتروني، فإن هذا الرد على ما يبدو لم ولن يأتي! وكان رد المسؤولة في قسم الإعلام بالبرلمان هو أن خديجة منهمكة في التحضير للجلسات المقبلة وأنها مؤقتا لا تريد أي مواعيد أو مقابلات صحفية، وهو نفس الجواب الذي سمعه عبد الله مصطفى عبر تلفزيون "الحرة" في لاهاي. و قد علق الصحفي المصري قائلا "والله إني لا أفهم رفضها الظهور بالقنوات التلفزيونية العربية والمغربية، في الوقت الذي تظهر يوميا على افتتاحيات الجرائد الهولندية اليومية والمجلات الأسبوعية".