ضربات استباقية للدبلوماسية المغربية للخصوم بملف الصحراء في السويد وأمريكا اللاتينية

ضربات استباقية للدبلوماسية المغربية للخصوم بملف الصحراء في السويد وأمريكا اللاتينية

كشفت مصادر مغربية رفيعة المستوى لمراسل "العربية" عن وجود تحركات واسعة للرباط، في اتجاه تطبيق تضييق الخناق دبلوماسياً على خصوم المملكة المغربية، الساعين بكل السبل للتسبب في خسائر غير مسبوقة للمملكة دبلوماسياً عبر العالم، في ارتباط مع المصالح المغربية في نزاع الصحراء الغربية.

ففي القاموس الدبلوماسي المغربي، يحمل نزاع الصحراء الغربية اسم "ملف الوحدة الترابية المغربية". وفي العام 2007، قدمت الرباط ما تعتبره "سقفاً أعلى لا يمكن تجاوزه"، أي مقترح غير مسبوق، هو الحكم الذاتي الموسع، كحل بمنطق رابح رابح، في أحد أقدم النزاعات عبر العالم.

من جهته، نجح وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، في "رحلة مكوكية"، الأسبوع الماضي، بحسب مصادر "العربية"، في ضرب خصوم الرباط دبلوماسياً، عبر لقاءات مع مسؤولين في دولة بنما، وفي توقيع شراكات استراتيجية غير مسبوقة في علاقات البلدين.

وتأتي تحركات الرجل الأول في الخارجية المغربية إلى أميركا اللاتينية، في سياق دولي للدفاع عن المصالح المغربية في نزاع الصحراء الغربية، بعد تحركات بحثت عن التسبب في اعترافات دولية جديدة بالبوليساريو، المطالبة منذ سبعينيات القرن الماضي باستقلال إقليم الصحراء الغربية عن الرباط، في أقدم نزاع إفريقي.

ومن السويد، جاء قرار حكومي ينهي حوالي سنة كاملة من الأخذ والرد، بين حكومة وبرلمان المملكة السويدية، وتلويح من أحزاب سويدية بالاعتراف بالبوليساريو. فتحركت الرباط في اتجاه إيقاف افتتاح فرع مغربي، غير مسبوق، لعملاق اقتصادي وتجاري سويدي اسمه أيكيا في مدينة الدار البيضاء.

ووسط تحركات حزبية وبرلمانية وحكومية مغربية، تراجعت السويد لتقرر "عدم الاعتراف بالبوليساريو"، أو بأي كيان مستقل جديد غرب القارة الإفريقية، ما يعني، بحسب شروحات المصادر المغربية، التي تحدثت إلى مراسل "العربية"، أن "الماكينة الدبلوماسية" وجهت "ضربة موجعة" إلى خصوم الرباط عبر العالم من جديد.

ولا يزال نزاع الصحراء الغربية "مصدراً للقلاقل الدبلوماسية"، التي تستهدف الرباط عبر العالم، لوجود من يرغب في ألا ينعم "المغرب بوحدته الترابية"، لمرحلة ما بعد خروج الاستعمار الإسباني عن إقليم الصحراء الغربية.

وتسجل المفاوضات لإيجاد حل نهائي لنزاع الصحراء الغربية، بإشراف من الأمم المتحدة، جموداً وبروداً، وسط مطالبات مغربية بـ "اعتبار الجزائر طرفاً أساسياً ورئيسياً" في النزاع، وبالتالي ضرورة مشاركته في المفاوضات كمعني مباشر.