حكومة بنكيران تتواطئ مع قساوة البرد لردم سكان "تيقاجوين" في جبال الأطلس المتوسط ( مع فيديو)

حكومة بنكيران تتواطئ مع قساوة البرد لردم سكان "تيقاجوين" في جبال الأطلس المتوسط ( مع فيديو)

من المفروض أن يكون بن كيران قد اطلع على تقارير قطاعات وزراء حكومته المعنيين بالعزلة والتهميش القاتلين الذين تعيشهما كل سنة منذ 2012 ساكنة مناطقنا الجبلية بسلسلة جبال الأطلس الشامخة ( 1300 متر على سطح البحر ) ،وأن يكون رئيس الحكومة قد وضع كل الترتيبات تحسبا لموسم البرد والشتاء حيث أن هناك ترقبا في انخفاض مهول في درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها المائوية ( بين 5 و 15 درجة تحت الصفر ) كما تتوقع الأرصاد الجوية ،هذا الملف المثخن بجراح ساكنة دواوير و مداشر الجبل مع معاناتهم الروتينية كل موسم شتاء وبرد وتساقط الثلوج ( بجراح ) وآلام الحكرة والعزلة والحصار في غياب أبسط شروط الحياة الكريمة .

الملف فتحه موقع " أنفاس بريس"و"الوطن الآن"، من أجل إيصال صوت هؤلاء المواطنين الذين يشكون كل سنة من قساوة موجة البرد القارس والارتباك الذي يحصل على مستوى تواصلهم الاجتماعي وما يترتب عن ذلك من خسائر مادية ومعنوية ونفسية تطال كل مناحي الحياة اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا. في هذا السياق كان لنا حوار مع صوت جمعوي من عمق دوار تيقاجوين بإقليم ميدلت، الفاعل الجمعوي المصطفى علاوي، منسق جمعية التعاون الثقافي ومساندة المعاقين فرع تيقاجوين:


بنبرة صادقة وكلمات دالة حدثنا الفاعل الجمعوي علاوي المصطفى بحرقة عن ظروف استقبال موسم الثلج والشتاء والبرد قائلا: " حقيقة يتصاعد بشكل حاد تخبط سكان الدواوير بالمنطقة كل سنة في جبال الأطلس في العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتواصلية خاصة في فصل تهاطل الثلوج الذي يسرق أكثر من أربعة أشهر تنعدم  فيها أبسط شروط الحياة ويترك المواطن عرضة للمقاومة مع ظروف الطبيعة الصعبة". وبتفاؤل وحذر كبيرين أضاف : " ونحن على أبواب استقبال الثلوج " هذا الضيف الجميل حقيقة لما تحمله من خير ومنفعة للمجال الفلاحي والزراعي عامة دون أن ننسى كذلك المعاناة والمشاكل التيت تخبط فيها الساكنة من عزلة تامة في غياب أبسط ضروريات العيش الكريم " . واستطرد ذات الفاعل المتمكن من تفاصيل الحياة هناك مستغربا لعدم برمجة أي جديد بالمنطقة لاستقبال موسم البرد والثلوج : " أيام معدودة تفصلنا عن فصل المعاناة ولسان حال سكان المناطق الجبلية يقول بأي حال من الأحوال عدت يافصل؟ خاصة النساء الحوامل اللواتي تحصد الموت أرواحهن كل سنة " هكذا تناسل ملف الصحة المعطوبة أصلا والتي تخلق عدة متاعب للساكنة في غياب مستوصفات ومراكز صحية تتوفر على أدنى شروط السلامة والصحة كما هو متعارف عليه حقوقيا.

 وقال: " انعدام قاعات وممرضات لتوليد النساء في المناطق الجبلية وأخص بالذكر دوار تيقاجوين الذي يعتبر من أكبر الدواوير على صعيد إقليم ميدلت والذي تقطن به أكثر من 500 أسرة ومجموع ساكنته يزيد عن 4200 فرد ." ، وأكد علاوي أن "المستوصف البئيس بالمنطقة لا تتوفر فيه الشروط الأساسية من تجهيزات وموارد بشرية حيث لا يتوفر إلا على ممرضة واحد لا تكفي لتغطية كل الحاجيات ومتطلبات الساكنة وخصوصا في فترة نزلات البرد والحصار الطبيعي ". هذا وأضاف بيقينية عالية كاشفا عن فضائح الصحة ولوائح أعطابها قائلا " وقد سجلنا بالمنطقة عدة وفياتفي صفوف النساء الحوامل فضلا عن معاناتهن نتيجته الحمل والمخاض و المسالك الوعرة وما يترتب عن ذلك من مشاكل للنساء الحوامل ". وعن سؤال للوسائل المستعملة في ضمان نقل الحوال للمراكز الصحية قصد التوليد كشف المصطفى علاوي عن آخر ملف / حالة نسائية مندوار تيقاجوين وتتعلق بالسيدة " فاطمة عبدوس" البالغة من العمر 30 سنة والتي نجت من هلاك محقق بعد أن " فاجأها المخاض وكانت منطقة دوار تيقاجوين ومسالكها مكسوة بأكوام كبيرة من الثلوج جعلت الدوار في عزلة تامة انقطعت معه ككل الطرق ولم يبقى حل أمام السكان سوى خوض رحلة مغامرة غير محمودة العواقب لإنقاذ السيدة " فاطمة عبدوس " التي قاومت ليومين المخاض بعد أن تم نقلها إلزاميا على متن جرار وقطع مسافة 24كلم مشيا على الأرجل وبوسائل بسيطة حاول السكان إزاحة الثلوج أمام الجرار واستقرت الرحلة من التاسعة صباحا حتى حدود الثالثة مساء للوصول إلى منطقة "تبادوت " حيث سيارة الإسعاف في انتظارنا لنقلها لأقرب مستشفى بخنيفرة يبعد عن دوارتيقاجوين  ب 80 كلم ولحسن الحظ تم إنقاذها ." ويتساءل بحرقة واندهاش ذات الفاعل الجمعوي جراء ترك المنطقة تصارع مع مشاكلها دون تدخلات المعنيين لفك العزلة وتوفير شروط العيش الكريم للساكنة حيث طرح سؤالا جوهريا بقوله " والسؤال المطروح وهو أنه ورغم هذه المعاناة والمشاكل التي تقع أمام مرأى ومسمع من السلطات الترابية والجهات المعنية والمختصة فضلا عما ينشر في الجرائد الوطنية والدولية والقنوات التلفزيونية العربية علاوة على المسيرات التي يقوم بها السكان منذ سنة 2013  للمطالبة بالحقوق المشروعة في الصحة وتعبيدالطرق من وإلى الدواوير المحاصرة والمهمشة والمنسية كليا إلا أن واقع الحال ظل كما هوعليه بل تطور إلى الأسوء من ذلك، فلا حياة لمن تنادي حتى أصبحنا نشكك في انتمائنا للوطن مادامتدموعنا وصراخنا لا يجد آذانا صاغية وقلوب رحيمة وضمائر حية وكأننا اقترفناذنبا في حق هذا الوطن  فبأي ذنب يتم تهميشنا " .

ومن جهة أخرى أكد لنا محدثنا أن" دوار تيقاجوين  يعتبر من الدواوير التي تعرف قساوة البرد وتساقطات الثلوج والعزلة التامة عن المراكز الحضرية ، وساكنته في حاجة ماسة لحطب التدفئة الذي يعتبر من الضروريات لمقاومة موسم الثلج والبرد " ويقر المصطفى علاوي أن هناك ضغطا كبيرا على أخشاب و حطب التدفئة موضحا "  المشكل أنهناك ضغط كبير على المجال الغابوي بسبب احتياجات السكان لهذه المادةالحيوية التي بدونها لا يستطيع أي كان العيش في المناطق الجبلية ، حيث يقدر استهلاكالأسرة الواحدة من حطب التدفئة سنويا أكثر من 15 طن من الخشب ومع تزايدالكثافة السكانية وغياب تدخل المسئولين لتقنين وتطوير فعالية مقاومة البرد بطرق حديثة فإن الغابة مهددة بالإتلاف وتزدادمشاكل ومعاناة المناطق الباردة في فصل الشتاء ."

 واقترح المصطفى علاوي حلا يجب تدارك تفعيله كبديل لتوفير شرط التدفئة للتقليل من حدة الضغط على أشجار الغابات ويتعلق الأمر بمقترح " الزيادة في كميات الافرنة الاقتصادية التي توزعها إدارة المياه والغابات وتعميمها على الجميع دون استثناء كما هو الحال معمنطقة تيقاجوين والتي لم تستفدلحد الآن من هذه الافرنة إسوة بمناطق ( افران / آزرو / عين اللوح .... )وختم تصريحه ل " أنفاس بريس والوطن الآن " بنداء موجه للمسئولين وطنيا وجهويا وإقليميا قائلا  :

" وكفاعل جمعويأطالب وأوجه نداء للمسؤولين والحكومة للتدخل لوضع حد لهذه المعاناة التي استفحلت على جميع المستويات أو على الأقل التخفيفمن معاناة السكان في العالم القروي بجبال الأطلس لتوفير أبسط ضروريات العيش الكريم منطرقات تضمن التنقل للمؤسسات التعليمية وسكنيات وظيفية توفر على شروط مقاومة البرد والثلج ، وتعميم المراكز الصحية والاستفادة منالكهرباء والماء وتوفير الأعلاف المدعمة للماشية بأقل ثمن لضمان حمايتها من الجوع والهلاك أثناء سقوط الثلوج والتعامل مع ساكنة الجبل كمواطنين مغاربة لهم حقوق كذلك وعليهم واجبات " .

وتأكد " أنفاس بريس والوطن الآن " من مصادر عديدة أن حمولة 150 كلغ من خشب التدفئة تتسلق سلم الزيادات الصاروخية ما بين 80 و120,00 درهم خلال موسم البرد وتنشط في هذه الفترة أيادي العبث والتدمير للغابات لتغطية متطلبات الساكنة التي تدبر أمورها تحت رحمة مافيا بيع الحطب والأخشاب.

رابط الفيديوهنا