قالت تقارير إعلامية جزائرية إن لقاءً «سرياً» وقع بين رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش وبين السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومستشاره والرجل القوي في النظام الحالي، خاصة بعد أفول نجم المؤسسة العسكرية وجهازها العصبي المخابرات، موضحة أن اللقاء جرى في فيلا بأعالي العاصمة وتناول النقاش عدة مواضيع. وأضافت التقارير ذاتها أن اللقاء تم بطلب من السعيد بوتفليقة، موضحة أن النقاش بين الرجلين تناول مجموعة من المواضيع والملفات لها علاقة بالوضع السياسي الذي تعشيه البلاد، دون أن تستبعد المصادر ذاتها أن يكون اللقاء له علاقة مباشرة بخلافة الرئيس بوتفليقة، موضحة أن السعيد بوتفليقة قد يكون يبحث عن رئيس يخلف شقيقه عبد العزيز بوتفليقة، خاصة بعد أن ضعف احتمال توريث الحكم، وخلافة شقيقه بطريقة مباشرة. ولم تذهب التقارير بعيداً في تفاصيل اللقاء الذي جمع بين شقيق الرئيس ومستشاره الخاص، وبين مولود حمروش الذي يقدمه الكثير من المراقبين كرجل المرحلة المقبلة، وكشخصية تستطيع أن تحقق نوعاً من الإجماع، لقيادة البلاد ولو لمرحلة انتقالية، يتم خلالها عادة ترتيب الأمور، تفادياً لأي انزلاقات، قد يخلفها رحيل الرئيس بوتفليقة عن السلطة، وكذا الصراعات التي ستنجم عن ذلك، خاصة وأن الآليات التي كانت مطبقة من أجل ضمان عملية انتقال السلطة لم تعد موجودة، فالجميع يعلم أن جهاز المخابرات هو من كان يشرف على انتقال السلطة منذ عقود، لكن الجهاز ضعف أو أضعف، ولم يعد قادراً على أداء هذا الدور، خاصة بعد إقالة قائده السابق الفريق محمد مدين الشهير بالجنرال توفيق، والذي كان يسمى بصانع الرؤساء.
ويمثل مولود حمروش ورقة يمكن للنظام أن يلعبها في المرحلة المقبلة، فهو ابن النظام، وسبق أن تولى عدة مسؤوليات، ورغم ذلك فهو يتمتع بشعبية ومصداقية لدى الشارع الجزائري ولدى المعارضة على حد سواء، فهو ينتمي إلى فئة «النزهاء» داخل النظام، فالرجل عرف باستقامته ونظافة يده، كما أن ابتعاده عن السلطة منذ 1991، مسح عنه كل ذنوب ممارسة السلطة، وحوله إلى بديل محتمل لما هو موجود.
جدير بالذكر أن مولود حمروش الذي عرف بالتزام الصمت منذ وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى السلطة على وجه التحديد، أصبح كثير الكلام خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك من أجل دق ناقوس الخطر بخصوص الوضع الذي تعيشه البلاد، محاولاً تنبيه من سماهم أصحاب القرار إلى ضرورة التعجيل بإيجاد حلول للأزمات المختلفة التي تتخبط فيها البلاد قبل فوات الأوان، فالأزمة لا يراها حمروش ظرفية، بل ينظر إليها كأزمة هيكلية مرتبطة بطبيعة النظام نفسه، فرئيس الحكومة الأسبق يؤمن بأن النظام قادر على تحريك مسعى التغيير والإصلاح من الداخل، وأن ذلك هو الطريق الأضمن لتفادي أي اهتزازات أو اضطرابات قد تفتح على البلاد أبواب جهنم.
القدس العربي