في ندوة المشعل: الأغلبية تلجأ إلى "الصباغة" لطلاء منجزاتها

في ندوة المشعل: الأغلبية تلجأ إلى "الصباغة" لطلاء منجزاتها

العد العكسي لخوض غمار الانتخابات التشريعية بدأ، واستقطابات حادة لتقوية هذا التحالف أو ذاك، وتحضيرات مكثفة من أجل انتزاع أكبر عدد من المقاعد البرلمانية مما يخول رئاسة الحكومة المقبلة، أو على الأقل المشاركة فيها.. تلك أبرز سمات الندوة السياسية التي نظمها الزملاء في جريدة "المشعل" وموقع "شوف تيفي"، يوم أمس بالدار البيضاء، الندوة عرفت حضورا مكثفا لمختلف القوى الحزبية والإعلامية وفعاليات المجتمع المدني، كانت حادة في تنشيط هذه الندوة، التي اختير لها عنوان "ماذا تحقق وإلى أين نسير؟"..

لم يكن من بد أمام مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، عن حزب العدالة والتنمية، من أن يعتبر حصيلة الحكومة مشرفة في مختلف القطاعات، مستندا للغة الأرقام، محاولا إقناع الجمهور، معبرا عن افتخاره بأن الحكومة ضمت أحزابا سياسية وطنية ساهمت في إنقاذ المغرب مما عرفته بلدان مجاورة، ووسط احتجاجات متفرقة من قبل الأساتذة المتدرب، حاول الخلفي تهدئة الأوضاع، داعيا الجميع إلى التروي، وعدم أخذ الأمور بنوع من الضغط، "لأن كل المشاكل تحل بالحوار، وكل من اعتبر أنه وقعت تجاوزات في تفريق تظاهرات أمس الخميس، عليه أن يلجئ للقضاء، فهناك قواعد قانونية معمول بها، سواء من قبل المتظاهرين في التعبير عن مطالبهم واحتجاجهم أو عناصر السلطات العمومية في الحفاظ على الأمن والنظام العام، وأي تجاوز وقع فهناك مساطر للمعالجة، وهناك التزام من المغرب أمميا بعدم حصول أي تجاوز، وهناك قرارات ستتخذ إذا ثبت أي خرق للقانون"، يقول الخلفي.

من جهته كرر حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، أكثر من مرة، أن الماضي ولى، وما يهمه هو مستقبل البلاد، وعدم إعطاء الفرصة لأي كان بتسفيه العمل الحزبي، مادام أن أي تكور ديمقراطي رهين بتقوية العمل الحزبي المؤسساتي، وأضاف، "أيدينا ممدودة للمستقبل والتعاون مع الشرفاء، وأي تحالف لابد أن يكون واضح المعالم، نعم نساند الحكومة، لكن عندما تكون مع الشعب ونعارضها ونقف في وجهها لما تكون ظالمة للشعب، وأعطى نموذجا لما وقع من تعنيف للأساتذة في الشارع العام.

ولأن الحديث عن الكتلة الوطنية، لم يعد جديدا، عندما يتم استعماله عشية كل انتخابات، حتى أصبح المصطلح شبه مميع، فقد تكرر هذا المصطلح خلال مداخلات شباط وادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ونبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بل إن شباط اعتبر الكتلة مفتوحة شرط أن يكون مكونها واضحين في الاختيارات والمناهج والاستراتيجية، وهو نفس الطرح تقريبا لدى لشكر، عندما اشترط ألا يكون ضمنها فاسدون أو موالون للفساد، وكذا في الوضوح الإيديولوجي، وفي نفس الاتجاه سار بنعبد الله، الذي كشف أن خروج حزب الاستقلال من الحكومة الحالية في صيغتها الأولى، ترك ضعفا في أدائها، وبأنه كان لها أن تحقق الكثير من التحديات، لو بقيت منسجمة في اختياراتها ومكوناتها.. وقد وصلت رسالة بنعبد الله، عندما تلقاها شباط، مصرحا بأنه كانت هناك ظروف أدت لخروج حزب الاستقلال من الحكومة "كان هناك تسرع في وضع ميثاق الأغلبية الحكومية، كما أن تدبير عدد من الملفات، لم يكن متوافقا عليه، رغم أن طموح الجميع كان هو الرقي أولا بالعمل الحزبي، وتنزيل إيجابي للدستور بصلاحيات قوية لرئيس الحكومة، بغض النظر عن لونه السياسي"، يقول شباط.

وفي الوقت الذي بدا فيه، "شبه تواطؤ" بين المداخلات الثلاث لشباط والخلفي وبنعبد الله، كان لشكر يعزف على نغمة مخالفة، مؤكدا أن الحكومة لم تكن في مستوى الانتظارات، وبأن ادعاءها تحقيق إنجازات كان على سبيل استكمال برامج حكومية سابقة، وبأن الاستقرار والأمن في البلاد ليس منة من رئيس الحكومة، بل هو توافق ملكي شعبي حزبي، جنب بلادنا عواصف الربيع العربي، موضحا أن هناك تراجعات كبيرة في مختلف القطاعات، في الوقت الذي لم يستطع فيه رئيس الحكومة حل أبسط مشكل يتعلق بالاحتجاجات الشعبية وإصلاح التعليم، في الوقت الذي تنازل فيه عن صلاحياته الدستورية.

وعاد بنعبد الله للتأكيد أن المغرب حقق تراكما ديمقراطيا مهما، لا ينبغي السماح فيه أو تسفيهه، في الوقت الذي مازالت هناك "قوى حزبية وشخصية، تريد التحكم في القرار السياسي، داعيا لضرورة احترام سيادة الأحزاب، وتساءل "لا أعرف من أين يستمد هؤلاء الأشخاص حضورهم وقوتهم وتأثيرهم على صناعة القرار السياسي، ولا مصدر هذه السلط؟" مجددا التأكيد أن "هذه الحكومة كانت ستكون أنجع وأقوى لو أن الكلمة ظلت موحدة ولو أننا شاركنا في خندق واحد، هناك من يسعى للتحكم في القرار السياسي، وعلينا ان نقطع الطريق عليه، لنوحد الكلمة".

وعاد بنعبد الله للتأكيد أن المغرب حقق تراكما ديمقراطيا مهما، لا ينبغي السماح فيه أو تسفيهه، في الوقت الذي مازالت هناك "قوى حزبية وشخصية، تريد التحكم في القرار السياسي، داعيا لضرورة احترام سيادة الأحزاب، وتساءل "لا أعرف من أين يستمد هؤلاء الأشخاص حضورهم وقوتهم وتأثيرهم على صناعة القرار السياسي، ولا مصدر هذه السلط؟" مجددا التأكيد أن "هذه الحكومة كانت ستكون أنجع وأقوى لو أن الكلمة ظلت موحدة ولو أننا شاركنا في خندق واحد، هناك من يسعى للتحكم في القرار السياسي، وعلينا أن نقطع الطريق عليه، لنوحد الكلمة".

وفي الوقت الذي اعتبر فيه شباط أنه لا يوجد رابح أو خاسر من اقتراع 4 شتنبر الماضي، وبأن الروح الرياضية تفترض أن يقبل المنهزم بخسارته، قال الخلفي أن يوم 4 شتنبر شكل زلزالا قويا للذين يراهنون على التنقيص من اداء حزب العدالة والتنمية في الحكومة الحالية مذكرا بارتفاع عدد المصوتين على حزبه بين الاقتراعين السابقين، منبها المتتبعين، بأن أسطورة الوهم التي تم تسويقها بخصوص "أخونة الدولة سقطت وتهاوت فمن مجموع 560 تعيينا في مناصب عليا، لم يتعد عدد المتعاطفين مع حزب العدالة والتنمية أكثر من 2 في المائة".